ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المتعة بعد نزول هذه الآية مراراً، والله تعالى يقول:{ وَمَآ آتَاكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُواْ } [الحشر: 7]، ثم قال سبحانه: { وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً } ، يقول: من لم يجد منكم سعة من المال، { أَن يَنكِحَ ٱلْمُحْصَنَاتِ ٱلْمُؤْمِنَاتِ } ، يعنى الحرائر، فليتزوج من الإماء، { فَمِنْ مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم } ، يعنى الولائد، فتزوجوا { مِّن فَتَيَاتِكُمُ ٱلْمُؤْمِنَاتِ } ، يعنى الولائد، ثم قال سبحانه: { وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ } من غيره، فيكره للعبد المسلم أن يتزوج وليدة من أهل الكتاب؛ لأن ولده يصير عبداً، فإن تزوجها وولدت له، فإنه يشترى من سيده رضى أو كره، ويسعى فى ثمنه، { بَعْضُكُمْ مِّن بَعْضٍ } يتزوج هذا وليدة هذا، وهذا وليدة هذا. ثم قال سبحانه: { فَٱنكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ } ، يقول: تزوجوا الولائد بإذن أربابهن، { وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ } ، يقول: وأعطوهن مهورهن { بِٱلْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ } عفائف لفروجهن، { غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ } غير معلنات بالزنا، { وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ } ، يعنى أخلاء فى السر، فيزنى بها سراً، { فَإِذَآ أُحْصِنَّ } ، يعنى أسلمن، { فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ } ، يقول: فإن جئن بالزنا، { فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى ٱلْمُحْصَنَاتِ مِنَ ٱلْعَذَابِ } ، يعنى خمسين جلدة، نصف ما على الحرة إذا زنت، { ذَلِكَ } التزويج للولائد، { لِمَنْ خَشِيَ ٱلْعَنَتَ مِنْكُمْ } ، يعنى الإثم فى دينه، وهو الزنا، { وَأَن } ، يعنى ولئن { تَصْبِرُواْ } عن تزويج الأمة، { خَيْرٌ لَّكُمْ } من تزويجهن، { وَٱللَّهُ غَفُورٌ } لتزويجه الأمه، { رَّحِيمٌ } [آية: 25] به حين رخص له فى تزويجها إذا لم يجد طولاً، يعنى سعة فى تزويج الحرة.