ثم قال عز وجل: { لَّن يَسْتَنكِفَ ٱلْمَسِيحُ } ، يعنى لن يأنف، { أَن يَكُونَ عَبْداً للَّهِ وَلاَ } يستنكف { ٱلْمَلاۤئِكَةُ ٱلْمُقَرَّبُونَ } أن يكونوا عبيداً لله؛ ليعتبروا بكون الملائكة أقرب إلى الله عز وجل منزلة من عيسى ابن مريم وغيره، فإن عيسى عبد من عباده، ثم أوعد النصارى، فقال: { وَمَن يَسْتَنْكِفْ } ، يعنى ومن يأنف، { عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ } ، يعنى من يأنف عن عبادة الله، يعنى التوحيد ويستكبر، يعنى ويتكبر عن العبادة، { فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعاً } [آية: 172]، فلم يستنكف ويستكبر غير إبليس.