الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوۤاْ إِلَى ٱلصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً } * { مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذٰلِكَ لاَ إِلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ وَلاَ إِلَى هَـٰؤُلاۤءِ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً }

{ إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ } حين أظهروا الإيمان وأسروا التكذيب، { وَهُوَ خَادِعُهُمْ } على الصراط فى الآخرة حين يقال لهم:ٱرْجِعُواْ وَرَآءَكُمْ فَٱلْتَمِسُواْ نُوراً } [الحديد: 113]، فبقوا فى الظلمة، فهذه خدعة الله عز وجل لهم فى الآخرة، ثم أخبر عن المنافقين، فقال سبحانه: { وَإِذَا قَامُوۤاْ إِلَى ٱلصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ } ، يعنى المنافقين متثاقلين لا يروا أنها حق عليهم، نظيرها فى براءة.

{ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ } بالقيام بالنهار، { وَلاَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ } ، يعنى فى الصلاة، { إِلاَّ قَلِيلاً } [آية: 142]، يعنى بالقليل، الرياء ولا يصلون فى السر، { مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذٰلِكَ } ، يقول: إن المنافقين ليسوا مع اليهود فيظهرون ولايتهم، ولا مع المؤمنين فى الولاية، { لاَ إِلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ وَلاَ إِلَى هَـٰؤُلاۤءِ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ } عن الهدى، { فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً } [آية: 143] إليه.