الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلِ ٱللَّهُمَّ فَاطِرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ عَالِمَ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } * { وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ مِن سُوۤءِ ٱلْعَذَابِ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ } * { وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَـسَبُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } * { فَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } * { قَدْ قَالَهَا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }

{ قُلِ ٱللَّهُمَّ } أمر النبى صلى الله عليه وسلم أن يقول: { فَاطِرَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ عَالِمَ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } [آية: 46] { وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ } يعنى لمشركى مكة يوم القيامة { مَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ مِن سُوۤءِ } يعنى من شدة { ٱلْعَذَابِ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ } يعنى وظهر لهم حين بعثوا { مِّنَ ٱللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ } [آية: 47] فى الدنيا أنه نازل بهم فى الآخرة.

{ وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَـسَبُواْ } يعنى وظهر لهم حين بعثوا فى الآخرة الشرك الذى كانوا عليه حين شهدت عليهم الجوارح بالشرك لقولهم ذلك فى سورة الأنعاموَٱللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } [الآية: 23] { وَحَاقَ بِهِم } يعنى وجب لهم العذاب بتكذيبهم واستهزائهم بالعذاب أنه غير كائن، فذلك قوله: { مَّا كَانُواْ بِهِ } بالعذاب { يَسْتَهْزِئُونَ } [آية: 48].

{ فَإِذَا مَسَّ } يعنى أصاب { ٱلإِنسَانَ } يعنى أبا حذيفة بن المغيرة { ضُرٌّ } يعنى بلاء وشدة { دَعَانَا } يعنى دعا ربه منيبا يعنى مخلصاً بالتوحيد أن يكشف ما به من الضر { ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا } يقول: ثم إذا آتيناه، يعنى أعطيناه الخير { قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ } يعنى إنما أعطيت الخير { عَلَىٰ عِلْمٍ } عندى يقول: على علم عندى، يقول: على علمه الله منى، يقول الله عز وجل: { بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ } يعنى بل تلك النعمة بلاء ابتلى به { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } [آية: 49] ذلك.

{ قَدْ قَالَهَا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } يقول: قد قالها قارون فى القصص قبل أبى حذيفة:إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِيۤ } [الآية: 78] يقول: على خير علمه الله عندى يقول الله تبارك وتعالى: { فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ } من العذاب يعنى الخسف { مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } [آية: 50].