الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلاَّ ٱللَّهُ ٱلْوَاحِدُ ٱلْقَهَّارُ } * { رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ٱلْعَزِيزُ ٱلْغَفَّارُ } * { قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ } * { أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ } * { مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِٱلْمَلإِ ٱلأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ } * { إِن يُوحَىٰ إِلَيَّ إِلاَّ أَنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } * { إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن طِينٍ } * { فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ } * { فَسَجَدَ ٱلْمَلاَئِكَةُ كُـلُّهُمْ أَجْمَعُونَ } * { إِلاَّ إِبْلِيسَ ٱسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ } * { قَالَ يٰإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ ٱلْعَالِينَ }

{ قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ مُنذِرٌ } يعنى { وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلاَّ ٱللَّهُ ٱلْوَاحِدُ } لا شريك له { ٱلْقَهَّارُ } [آية: 65] لخلقه، ثم عظم نفسه عن شركهم، فقال سبحانه: { رَبُّ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا } فإن من يعبد فيهما، فأنا ربهما ورب من فيهما { ٱلْعَزِيزُ } فى ملكه { ٱلْغَفَّارُ } [آية: 66] لمن تاب.

{ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ } [آية: 67] يعنى القرآن حديث عظيم لأنه كلام الله عز وجل { أَنتُمْ } يا كفار مكة { عَنْهُ مُعْرِضُونَ } [آية: 68] يعنى عن إيمان بالقرآن معرضون.

{ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِٱلْمَـَلإِ ٱلأَعْلَىٰ } من الملائكة { إِذْ يَخْتَصِمُونَ } [آية: 69] يعنى الخصومة حين قال لهم الرب تعالى:إِنِّي جَاعِلٌ فِي ٱلأَرْضِ خَلِيفَةً } [البقرة: 30] قالت الملائكة:أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ } [البقرة: 30]قَالَ } [البقرة: 30] الله لهم:إِنِّيۤ أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } [البقرة: 30] فهذه خصومتهم.

{ إِن } يعنى إذ { يُوحَىٰ إِلَيَّ إِلاَّ أَنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } [آية: 70] يعنى رسول الله بين { إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن طِينٍ } [آية: 71] يعنى أدم، وكان أدم، عليه السلام، أول ما خلق منه عجب الذنب وآخر ما خلق منه أضفاره، ثم ركب فيه سائر خلقه، يعنى عجب الذنب، وفيه يركب يوم القيامة كما ركب فى الدنيا.

{ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ } [آية: 72] { فَسَجَدَ ٱلْمَلاَئِكَةُ } الذين كانوا فى الأرض إضمار { كُـلُّهُمْ أَجْمَعُونَ } [آية: 73] ثم استثنى من الملائكة إبليس، وكان اسمه فى الملائكة الحارث، وسمى إبليس حين عصى أبليس من الخير.

{ إِلاَّ إِبْلِيسَ ٱسْتَكْبَرَ } حين تكبر عن السجود لآدم عليه السلام، { وَكَانَ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ } [آية: 74] فى علم الله عز وجل { قَالَ يٰإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ } ما لك ألا تسجد { لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ } يعنى تكبرت { أَمْ كُنتَ مِنَ ٱلْعَالِينَ } [آية: 75] يعنى من المتعظمين.