الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَآ إِنَّا لَذَآئِقُونَ } * { فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ } * { فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي ٱلْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ } * { إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِٱلْمُجْرِمِينَ } * { إِنَّهُمْ كَانُوۤاْ إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ ٱللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ } * { وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوۤاْ آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ } * { بَلْ جَآءَ بِٱلْحَقِّ وَصَدَّقَ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { إِنَّكُمْ لَذَآئِقُو ٱلْعَذَابِ ٱلأَلِيمِ } * { وَمَا تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } * { إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ }

ثم قالت الشياطين: { فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَآ } يوم قال لإبليسلأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ } [ص: 85] الآية { إِنَّا لَذَآئِقُونَ } [اية: 31] { فَأَغْوَيْنَاكُمْ } يعنى أضللناكم عن الهدى { إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ } [آية: 32] ضالين.

يقول الله عز وجل: { فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ } للكفار والشياطين { فِي ٱلْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ } [آية: 33] { إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِٱلْمُجْرِمِينَ } [آية: 34] ثم أخبر عنهم جل وعز: { إِنَّهُمْ كَانُوۤاْ إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ ٱللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ } [آية: 35] يتكبرون عن الهدى نزلت فى الملأ من قريش الذين مشوا إلى أبى طالب، فقال لهم النبى صلى الله عليه وسلم: " قولوا لا إله إلا الله تملكون بها العرب وتدين لكم العجم بها ".

{ وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتَارِكُوۤ آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ } [آية: 36] فقال جل وعز: { بَلْ جَآءَ بِٱلْحَقِّ } يعنى محمداً صلى الله عليه وسلم جاء بالتوحيد { وَصَدَّقَ ٱلْمُرْسَلِينَ } [آية: 37] قبله { إِنَّكُمْ لَذَآئِقُو ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمِ } [آية: 38] يعنى الوجيع.

{ وَمَا تُجْزَوْنَ } فى الآخرة { إِلاَّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } [آية: 39] فى الدنيا من الشرك، جزاء الشرك النار، ثم استثنى المؤمنين، فقال: { إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } [آية: 40] بالتوحيد لا يذوقون العذاب، فأخبر ما أعد لهم.