الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } * { ٱحْشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ } * { مِن دُونِ ٱللَّهِ فَٱهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْجَحِيمِ } * { وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ } * { مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ } * { بَلْ هُمُ ٱلْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ } * { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ } * { قَالُوۤاْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ ٱلْيَمِينِ } * { قَالُواْ بَلْ لَّمْ تَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } * { وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْماً طَاغِينَ }

{ هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ } يوم القضاء { ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } [آية: 21] بأنه كائن.

{ ٱحْشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } الذين أشركوا من بنى أدم { وَأَزْوَاجَهُمْ } قرناءهم من الشياطين الذين أظلوهم وكل كافر مع شيطان فى سلسلة واحدة { وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ } [آية: 22].

{ مِن دُونِ ٱللَّهِ } يعنى إبليس وجندة نزلت فى كفار قريش نظيرها فى يس:أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ } الآيةأَن لاَّ تَعْبُدُواْ ٱلشَّيطَانَ } [يس: 60]، يعنى إبليس وحده { فَٱهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ } يعنى ادعوهم إلى طريق { ٱلْجَحِيمِ } [آية: 23] والجحيم ما عظم الله عز وجل من النار.

{ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ } [آية: 24] فلما سيقوا إلى النار حبسوا فسألهم خزنة جهنم ألم تأتكم رسلكم بالبينات؟ قالوا: بلى، ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين يقول الخازن: { مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ } [آية: 25] نظيرها فى الشعراء:هَلْ يَنصُرُونَكُمْ } [الشعراء: 93] يقول الكفار: ما لشركائكم الشياطين لا يمنعونكم من العذاب.

يقول الله عز وجل لمحمد صلى الله عليه وسلم: { بَلْ هُمُ ٱلْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ } [آية: 26] للعذاب { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ } [آية: 27] يتكلمون { قَالُوۤاْ } قال قائل من الكفار لشركائهم الشياطين { إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ ٱلْيَمِينِ } [آية: 28] يعنون من قبل الحق، نظيرها فى الحاقة:لأَخَذْنَا مِنْهُ بِٱلْيَمِينِ } [الحاقة: 45] بالحق، وقالوا للشياطين: أنتم زينتم لنا ما نحن عليه، فقلتم إن هذا الذى نحن عليه هو الحق.

{ قَالُواْ } قالت لهم الشياطين: { بَلْ لَّمْ تَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } [آية: 29] مصدقين بتوحيد الله عز وجل { وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ } من ملك فنكرهكم على متابعتنا { بَلْ كُنتُمْ قَوْماً طَاغِينَ } [آية: 30] عاصين.