الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلاَمٍ حَلِيمٍ } * { فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ ٱلسَّعْيَ قَالَ يٰبُنَيَّ إِنِّيۤ أَرَىٰ فِي ٱلْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَٱنظُرْ مَاذَا تَرَىٰ قَالَ يٰأَبَتِ ٱفْعَلْ مَا تُؤمَرُ سَتَجِدُنِيۤ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّابِرِينَ } * { فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ } * { وَنَادَيْنَاهُ أَن يٰإِبْرَاهِيمُ } * { قَدْ صَدَّقْتَ ٱلرُّؤْيَآ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } * { إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْبَلاَءُ ٱلْمُبِينُ } * { وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ } * { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي ٱلآخِرِينَ } * { سَلاَمٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ } * { كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } * { إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ } * { وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ } * { وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ } * { وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ ٱلْكَرْبِ ٱلْعَظِيمِ }

{ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلاَمٍ حَلِيمٍ } [آية: 101] يعنى عليم، وهو عالم، وهو إسحاق بن سارة.

{ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ } مع أبيه { ٱلسَّعْيَ } المشى إلى الجبل { قَالَ يٰبُنَيَّ إِنِّيۤ أَرَىٰ فِي ٱلْمَنَامِ } لنذر كان عليه فيه يقول: إنى أمرت في المنام { أَنِّي أَذْبَحُكَ فَٱنظُرْ مَاذَا تَرَىٰ } فرد عليه إسحاق { قَالَ يٰأَبَتِ ٱفْعَلْ مَا تُؤمَرُ } وأطع ربك فمن ثم لم يقل إسحاق لإبراهيم، عليهما السلام، افعل ما رأيت, ورأى إبراهيم ذلك ثلاث ليال متتابعات، وكان إسحاق قد صام وصلى قبل الذبح { سَتَجِدُنِيۤ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّابِرِينَ } [آية: 102] على الذبح.

{ فَلَمَّا أَسْلَمَا } يقول: أسلما لأمر الله وطاعته { وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ } [آية: 103] وكبه لجبهته، فلما أخذ بناصيته ليذبحه عرف الله تعالى منهما الصدق، قال الفراء فى قوله عز وجل: { مَاذَا تَرَىٰ }؟: مضموم التاء، قال: المعنى ما تُرى من الجلد والصبر على طاعة الله عز وجل، ومن قرأ " تَرى " أراد إبراهيم أن يعلم ما عنده من العزم، ثم هو ماض على ذبحه، كما أمره الله عز وجل رجع إلى مقاتل.

{ وَنَادَيْنَاهُ أَن يٰإِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ ٱلرُّؤْيَآ } فى ذبح ابنك، وخذ الكبش { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } [آية: 105] هكذا نجزى كل محسن فجزاه الله عز وجل بأحسانه وطاعته، العفو عن ابنه إسحاق.

ثم قال: عز وجل { إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْبَلاَءُ ٱلْمُبِينُ } [آية: 106] يعنى النعيم المبين حين عفا عنه وفدى بالكبش { وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ } [آية: 107] ببيت المقدس الكبش اسمه رزين وكان من الوعل رعى فى الجنة أربعين سنة قبل أن يذبح.

{ وَتَرَكْنَا } وأبقينا { عَلَيْهِ فِي ٱلآخِرِينَ } [آية: 108] الثناء الحسن يقال له من بعد موته فى الأرض، فذلك قوله عز وجل: { سَلاَمٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ } [آية: 109] يعنى بالسلام الثناء الحسن، يقال له من بعده فى أهل الأديان، فى الناس كلهم.

{ كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } [آية: 110] { إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ } [آية: 111] يعنى المصدقين بالتوحيد { وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ } [آية: 112] يقول وبشرنا إبراهيم بنبوة إسحاق بعد العفو عنه { وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ } على إبراهيم { وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا } إبراهيم وإسحاق { مُحْسِنٌ } مؤمن { وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ } يعنى مشرك { مُبِينٌ } [آية: 113].

{ وَلَقَدْ مَنَنَّا } أنعمنا { عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ } [آية: 114] بالنبوة وهلاك عدوهما { وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا } بنى إسرائيل { مِنَ ٱلْكَرْبِ ٱلْعَظِيمِ } [آية: 115].