الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ نَشَآءُ لَطَمَسْنَا عَلَىٰ أَعْيُنِهِمْ فَٱسْتَبَقُواْ ٱلصِّرَاطَ فَأَنَّىٰ يُبْصِرُونَ } * { وَلَوْ نَشَآءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَىٰ مَكَـانَتِهِمْ فَمَا ٱسْتَطَاعُواْ مُضِيّاً وَلاَ يَرْجِعُونَ } * { وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّـسْهُ فِي ٱلْخَلْقِ أَفَلاَ يَعْقِلُونَ } * { وَمَا عَلَّمْنَاهُ ٱلشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ } * { لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ ٱلْقَوْلُ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ }

{ وَلَوْ نَشَآءُ لَطَمَسْنَا عَلَىٰ أَعْيُنِهِمْ } نزلت فى كفار مكة يقول: لو نشاء لحولنا أبصارهم من الضلالة إلى الهدى { فَٱسْتَبَقُواْ ٱلصِّرَاطَ } ولو طمست الكفر لاستبقوا الصراط يقول: لأبصروا طريق الهدى، ثم قال جل وعز: { فَأَنَّىٰ يُبْصِرُونَ } [آية: 66] فمن أين يبصرون الهدى إن لم أعم عليهم طريق الضلالة.

ثم خوفهم، فقال جل وعز: { وَلَوْ نَشَآءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَىٰ مَكَـانَتِهِمْ } يقول تعالى: لو شئت لمسختهم حجارة فى منازلهم ليس فيها أرواح { فَمَا ٱسْتَطَاعُواْ مُضِيّاً وَلاَ يَرْجِعُونَ } [آية: 67] يقول: لا يتقدمون ولا يتأخرون.

{ وَمَن نّعَمِّرْهُ } فنطول عمره { نُنَكِّـسْهُ فِي ٱلْخَلْقِ أَفَلاَ يَعْقِلُونَ } [آية: 68].

{ وَمَا عَلَّمْنَاهُ ٱلشِّعْرَ } نزلت فى عقبة ابن أبى معيط وأصحابه، قالوا: إن القرآن شعر { وَمَا يَنبَغِي لَهُ } أن يعلمه { إِنْ هُوَ } يعنى القرآن { إِلاَّ ذِكْرٌ } تفكر { وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ } [آية: 69] بيّن.

{ لِّيُنذِرَ } يعنى لتنذر يا محمد بما فى القرآن من الوعيد { مَن كَانَ حَيّاً } من كان مهدياً في علم الله عز وجل { وَيَحِقَّ ٱلْقَوْلُ } ويجب العذاب { عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } [آية: 70] بتوحيد الله عز وجل.