الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يٰبَنِيۤ ءَادَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ ٱلشَّيطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } * { وَأَنِ ٱعْبُدُونِي هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } * { وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُواْ تَعْقِلُونَ } * { هَـٰذِهِ جَهَنَّمُ ٱلَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } * { ٱصْلَوْهَا ٱلْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ } * { ٱلْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَآ أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }

{ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ } الذين أمروا بالاعتزال { يٰبَنِيۤ آدَمَ } فى الدنيا { أَن لاَّ تَعْبُدُواْ ٱلشَّيطَانَ } يعنى إبليس وحده، ولا تطيعوه فى الشرك { إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } [آية: 60] بين العداوة.

{ وَأَنِ ٱعْبُدُونِي } يقول: وحدونى { هَـٰذَا } التوحيد { صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } [آية: 61] دين الإسلام لأن غير دين الإسلام ليس بمستقيم { وَلَقَدْ أَضَلَّ } إبليس { مِنْكُمْ } عن الهدى { جِبِلاًّ } خلقاً { كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُواْ تَعْقِلُونَ } [آية: 62].

فلما دنوا من النار قالت لهم خزانتها: { هَـٰذِهِ جَهَنَّمُ ٱلَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } [آية: 63] فى الدنيا، فلما ألقوا فى النار قالت لهم الخزنة: { ٱصْلَوْهَا ٱلْيَوْمَ } فى الآخرة { بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ } [آية: 64] فى الدنيا.

{ ٱلْيَوْمَ نَخْتِمُ } وذلك أنهم سئلوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون، فقالوا: والله ربنا ما كنا مشركين فيختم الله جل وعز على أفواههم وتتكلم أيديهم وأرجلهم بشركهم، فذلك قوله تعالى: { ٱلْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَآ أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } [آية: 65] بما كانوا يقولون من الشرك.