الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ } * { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱلله قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَآءُ ٱللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ } * { فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلاَ إِلَىٰ أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ }

{ وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ } [آية: 46] فلا يتفكروا، { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُواْ } وذلك أن المؤمنين قالوا بمكة لكفار قريش، لأبى سفيان وغيره: أنفقوا على المساكين من الذى زعمتم أنه لله، وذلك أنهم كانوا يجعلون نصيباً لله من الحرث والأنعام بمكة، للمساكين، فيقولون: هذا لله بزعمهم، ويجعلون للآلهة نصيباً، فإن لم يزك ما جعلوه للآلهة من الحرث والأنعام، وزكا ما جلعوه لله عز وجل ليس للآلهة شىء، وهى تحتاج إلى نفقة، فأخذوا ما جلعوه لله، قالوا: لو شاء الله لأزكى نصيبه ولا يعطون المساكين شيئاً مما زكى لآلهتهم.

فقال المؤمنون لكفار قريش: أ نفقوا { مِمَّا رِزَقَكُمُ ٱلله قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } فقالت قريش: { أَنُطْعِمُ } المساكين الذى للآلهة { مَن لَّوْ يَشَآءُ ٱللَّهُ أَطْعَمَهُ } يعنى رزقه لو شاء الله لأطعمه، وقالوا لأصحاب النبى صلى الله عليه وسلم: { إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } [آية: 47].

{ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [آية: 48] بأن العذاب نازل بنا فى الدنيا يقول الله عز وجل: { مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً } لا مثنوية لها { تَأُخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ } [آية: 49] وهم يتكلمون فى الأسواق، والمجالس، وهم أعز ما كانوا.

{ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً } يقول: أعجلوا عن التوصية فماتوا { وَلاَ إِلَىٰ أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ } [آية: 50] يقول: ولا إلى منازلهم يرجعون من الأسواق، فأخبر الله عز وجل بما يلقون فى الأولى.