الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّآ إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ } * { وَمَا عَلَيْنَآ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ } * { قَالُوۤاْ إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُواْ لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { قَالُواْ طَائِرُكُم مَّعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ } * { وَجَآءَ مِنْ أَقْصَا ٱلْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يٰقَوْمِ ٱتَّبِعُواْ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { ٱتَّبِعُواْ مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُّهْتَدُونَ } * { وَمَا لِيَ لاَ أَعْبُدُ ٱلَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } * { أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ ٱلرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلاَ يُنقِذُونَ } * { إِنِّيۤ إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { إِنِّيۤ آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَٱسْمَعُونِ }

{ قَالُواْ } فقالت الرسل { رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّآ إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ } [آية: 16] فإن كذبتمونا { وَمَا عَلَيْنَآ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ } [آية: 17] ما علينا إلا أن نبلغ ونعلمكم ونبين لكم أن الله وحده لا شريك.

فقال القوم للرسل: { قَالُوۤاْ إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ } يقول: تشاءمنا بكم، وذلك أن المطر حبس عنهم، فقالوا: أصابنا هذا الشر يعنون قحط المطر من قبلكم { لَئِن لَّمْ تَنتَهُواْ لَنَرْجُمَنَّكُمْ } لئن لم تسكتوا عنا لنقتلنكم { وَلَيَمَسَّنَّكُمْ } يعنى وليصيبنكم { مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ } [آية: 18] يعنى وجيعاً.

{ قَالُواْ } فقالت الرسل: { طَائِرُكُم مَّعَكُمْ } الذى أصابكم كان مكتوباً فى أعناقكم { أَإِن ذُكِّرْتُم } أئن وعظتم بالله عز وجل تطيرتم بنا { بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ } [آية: 19] قوم مشركون والشرك أسرف الذنوب.

{ وَجَآءَ مِنْ أَقْصَى ٱلْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ } على رجليه اسمه حبيب بن ابريا، أعور نجار، من بنى إسرائيل كان فى غار يعبد الله عز وجل فلما سمع بالرسل أتاهم وترك عمله { قَالَ يٰقَوْمِ ٱتَّبِعُواْ ٱلْمُرْسَلِينَ } [آية: 20] الثلاثة تومان، ويونس، وشمعون.

{ ٱتَّبِعُواْ مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُّهْتَدُونَ } [آية: 21] فأخذوه فرفعوه إلى الملك، فقال له: برئت منا وابتعت عدونا.

فقال: { وَمَا لِيَ لاَ أَعْبُدُ ٱلَّذِي فَطَرَنِي } خلقنى { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [آية: 22].

{ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ ٱلرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً } لا تقد الألهة أن تشفع لى، فتكشف الضر عنى شفاعتها { وَلاَ يُنقِذُونَ } [آية: 23] من الضر.

{ إِنِّيۤ إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } [آية: 24] لفى خسران بين أن اتخذت من دون الله جل وعز آلهة فوطىء حتى خرجت معاه من دبره، فلما أمر بقتله.

قال: يا قوم { إِنِّيۤ آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَٱسْمَعُونِ } [آية: 25] فقتل، ثم ألقى فى البئر، وهى الرس، وهم أصحاب الرس وقتل الرس الثلاثة.