الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ ٱلظِّلُّ وَلاَ ٱلْحَرُورُ } * { وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَحْيَآءُ وَلاَ ٱلأَمْوَاتُ إِنَّ ٱللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَآءُ وَمَآ أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي ٱلْقُبُورِ } * { إِنْ أَنتَ إِلاَّ نَذِيرٌ } * { إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ بِٱلْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ } * { وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ وَبِٱلزُّبُرِ وَبِٱلْكِتَابِ ٱلْمُنِيرِ } * { ثُمَّ أَخَذْتُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } * { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ ٱلْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ } * { وَمِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلدَّوَآبِّ وَٱلأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَاءُ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ } * { لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ }

{ وَلاَ ٱلظِّلُّ } يعني الجنة { وَلاَ ٱلْحَرُورُ } [آية: 21] يعني النار.

{ وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَحْيَآءُ } المؤمنين { وَلاَ ٱلأَمْوَاتُ } يعني الكفار والبصير، والظل والنور، والأحياء، فهو مثل المؤمن، والأعمى، والظلمات، والحرور، والأموات، فهو مثل الكافر، ثم قال جل وعز: { إِنَّ ٱللَّهَ يُسْمِعُ } الإيمان { مَن يَشَآءُ وَمَآ أَنتَ } يا محمد { بِمُسْمِعٍ مَّن فِي ٱلْقُبُورِ } [آية: 22] وذلك أن الله جل وعزشبه الكافر من الأحياء حين دعوا إلى الإيمان فلم يسمعوا، بالأموات أهل القبور الذين لا يسمعون الدعاء.

ثم قال للنبي، عليه السلام، حين لم يجيبوه إلى الإيمان: { إِنْ أَنتَ إِلاَّ نَذِيرٌ } [آية: 23] ما أنت إلا رسول { إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ بِٱلْحَقِّ } لم نرسك رسولاً باطلاً لغير شىء { بَشِيراً } لأهل طاعته بالجنة { وَنَذِيراً } من النار لأهل معصيته،ثم قال: { وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ } وما من أمة فيما مضى { إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ } [آية: 24] إلا جاءهم رسول غير أمة محمد، فإنهم لم يجئهم رسول قبل محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يجيئهم إلى يوم القيامة.

{ وَإِن يُكَذِّبُوكَ } يعزي نبيه صلى الله عليه وسلم ليصبر فلست بأول رسول كذب { فَقَدْ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } من الأمم الخالية { جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ } بالآيات التي كانوا يصنعون ويخبرون بها { وَبِٱلزُّبُرِ } وبالأحاديث التي كانت قبلهم من المواعظ { وَبِٱلْكِتَابِ ٱلْمُنِيرِ } [آية: 25] المضىء الذي فيه أمره ونهيه.

{ ثُمَّ أَخَذْتُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بالعذاب { فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } [آية: 26] تغييري الشر.

{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أنَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً } يعني المطر { فَأَخْرَجْنَا بِهِ } بالماء { ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا } بيض وحمر وصفر { وَمِنَ ٱلْجِبَالِ } أيضاً { جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا } يعني بالجدد الطرائق التي تكون في الجبال منها أبيض وأحمر { وَ } منها { وَغَرَابِيبُ سُودٌ } [آية: 27] يعني الطوال السود.

ثم قال جل وعز: { وَمِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلدَّوَآبِّ وَٱلأَنْعَامِ } بيض وحمر وصفر وسود { مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ } اختلاف ألوان الثمار، ثم قال جل وعز: { كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَاءُ } فيها تقديم يقول: أشد الناس لله عز وجل خيفة أعلمهم الله تعالى { إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ } في ملكه { غَفُورٌ } [آية: 28] لذنوب المؤمنين.

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ } في مواقيتها { وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ } من الأموال { سِرّاً وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ } [آية: 29] لن تهلك، هؤلاء قوم من المؤمنين أثنى الله جل وعز عليهم.

{ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ } ليوفر لهم أعمالهم { وَيَزِيدَهُم } على أ عمالهم من الجنة { مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ } للذنوب العظام { شَكُورٌ } [آية: 30] لحسناتهم.