{ ٱلْحَمْدُ للَّهِ } وذلك أن كفار مكة لما كفروا بالبعث، حمد الرب نفسه، قال عز وجل { ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } من الخلق { وَلَهُ ٱلْحَمْدُ فِي ٱلآخِرَةِ } يعني يحمده أولياؤه فى الآخرة إذا دخلوا الجنة، فقالوا:{ ٱلْحَـمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ } [الزمر: 74]، و{ ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي هَدَانَا لِهَـٰذَا } [الأعراف: 43] { وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ } حكم البعث { ٱلْخَبِيرُ } [آية: 1] به. { يَعْلَمُ مَا يَلْجُ فِي ٱلأَرْضِ } من المطر { وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا } من النبات { وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ } من المطر { وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا } يعني وما يصعد في السماء من الملائكة { وَهُوَ ٱلرَّحِيمُ } حين لا يعجل عليهم بالعذاب { ٱلْغَفُورُ } [آية: 2]. { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أبو سفيان لكفار مكة واللات والعزى { لاَ تَأْتِينَا ٱلسَّاعَةُ } أبداً، فلما حلف أبو سفيان بالأصنام حلف النبي صلى الله عليه وسلم بالله عز وجل فقال الله عز وجل: { قُلْ } يا محمد { بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ } الساعة { عَالِمِ ٱلْغَيْبِ } غيب الساعة { لاَ يَعْزُبَ عَنْهُ } من { مِثْقَالُ ذَرَّةٍ } وزن أصغر النمل { فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ } ولا أقل من ذلك المثقال { وَلاَ أَكْبَرُ } منه ولا أعظم من المثقال { إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } [الآية: 3] إلا هو في اللوح المحفوظ. { لِّيَجْزِيَ } لكي يجزي في الساعة { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } صدقوا { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } بالقسط بالعدل { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ } لذنوبهم { وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } [آية: 4] حسناً فى الجنة.