الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ يَسْأَلُكَ ٱلنَّاسُ عَنِ ٱلسَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ ٱللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً } * { إِنَّ ٱللَّهَ لَعَنَ ٱلْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً } * { خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً لاَّ يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً } * { يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي ٱلنَّارِ يَقُولُونَ يٰلَيْتَنَآ أَطَعْنَا ٱللَّهَ وَأَطَعْنَا ٱلرَّسُولاَ } * { وَقَالُواْ رَبَّنَآ إِنَّآ أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلاْ } * { رَبَّنَآ آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ ٱلْعَذَابِ وَٱلْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً }

{ يَسْأَلُكَ ٱلنَّاسُ عَنِ ٱلسَّاعَةِ } يعنى القيامة، وذلك أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يخطب، فسأله رجل عن الساعة، فأوحى الله عز وجل إلى النبى صلى الله عليه وسلم: { قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ ٱللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ } يعنى القيامة { تَكُونُ قَرِيباً } [آية: 63].

{ إِنَّ ٱللَّهَ لَعَنَ ٱلْكَافِرِينَ } يعنى كفار مكة { وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً } [آية: 64] يعنى وقوداً.

{ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً لاَّ يَجِدُونَ وَلِيّاً } يمنعهم { وَلاَ نَصِيراً } [آية: 65] يعنى ولا مانعاً يمنعهم من العذاب { يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي ٱلنَّارِ يَقُولُونَ يٰلَيْتَنَآ أَطَعْنَا ٱللَّهَ وَأَطَعْنَا ٱلرَّسُولاَ } [آية: 66] يعنى محمداً صلى الله عليه وسلم.

{ وَقَالُواْ رَبَّنَآ إِنَّآ أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا } فهذا قول الأتباع من مشركى العرب من أهل مكة، قالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا، نزلت فى اثنى عشر رجلاً وهم المطعمون يوم بدر فيهم أبو جهل بن هشام، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة، وكبراءنا، يعنى ذوى الأسنان منا فى الكفر { فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلاْ } [آية: 67] يعنى المطعمين فى غزوة بدر والمستهزئين من قريش فأضلونا عن سبيل الهدى، يعنى التوحيد.

ثم قال: الأتباع: { رَبَّنَآ آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ ٱلْعَذَابِ } يعنون القادة والرءوس من كفار قريش { وَٱلْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً } [آية: 68] يعنى عظيماً، يعنى اللعن على أثر اللعن.