الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ فَلاَ تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَآئِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } * { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُواْ وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ } * { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقَيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } * { أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِمْ مِّنَ ٱلْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ أَفَلاَ يَسْمَعُونَ }

{ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ } يقول: أعطينا موسى صلى الله عليه وسلم التوراة { فَلاَ تَكُن } يا محمد { فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَآئِهِ } يقول: لا تكن في شك من لقاء موسى، عليه السلام، التوراة، فإن الله عز وجل ألقى الكتاب عليه، يعني التوراة حقاً، { وَجَعَلْنَاهُ هُدًى } يعني التوراة هدى { لِّبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } [آية: 23] من الضلالة.

{ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ } يعني من بنى إسرائيل { أَئِمَّةً } يعني قادة إلى الخير { يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا } يعني يدعون الناس إلى أمر الله عز وجل { لَمَّا صَبَرُواْ } يعني لما صبروا على البلاء حين كلفوا بمصر ما لم يطيقوا من العمل فعل ذلك بهم باتباعهم موسى على دين الله عز وجل، قال تعالى: { وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا } يعني بالآيات التسع { يُوقِنُونَ } [آية: 24] بأنها من الله عز وجل.

{ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ } يعني يقضي بينهم، يعني بني إسرائيل { يَوْمَ ٱلْقَيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ } من الدين { يَخْتَلِفُونَ } [آية: 25] ثم خوف كفار مكة، فقال تعالى: { أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ } يعني يبين لهم { كَمْ أَهْلَكْنَا } بالعذاب { مِن قَبْلِهِمْ مِّنَ ٱلْقُرُونِ } يعني الأمم الخالية { يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ } يقول: يمرون على قراهم، يعني قوم لوط، وصالح، وهود، عليهم فيرون هلاكهم { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ } يعني لعبرة { أَفَلاَ يَسْمَعُونَ } [آية: 26] الوعيد بالمواعظ، ثم وعظهم ليوحدوا.