الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِهَا خَرُّواْ سُجَّداً وَسَبَّحُواْ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ } * { تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ ٱلْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } * { فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لاَّ يَسْتَوُونَ }

{ إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا } يقول: يصدق بآياتنا، يعني القرآن { ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِهَا } يعني وعظوا بها، يعني بآياتنا القرآن { خَرُّواْ سُجَّداً } على وجوههم { وَسَبَّحُواْ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ } وذكروا الله بأمره { وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ } [آية: 15] يعني لا يتكبرون عن السجود كفعل كفار مكة حين تكبروا عن السجود.

{ تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ ٱلْمَضَاجِعِ } نزلت في الأنصار { تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ } يعني كانوا يصلون بين المغرب والعشاء { يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً } من عذابه، { وَطَمَعاً } يعني ورجاء في رحمته، { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ } من الأموال { يُنفِقُونَ } [آية: 16] في طاعة الله عز وجل، ثم أخبر بما أعد لهم، فقال عز وجل: { فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم } في جنات عدن مما لم تر عين، ولم تسمع أذن، ولم يخطر على قلب قائل { مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [آية: 17] به.

{ أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً } وذلك أن الوليد بن عقبة بن أبي معيط من بني أمية أخو عثمان بن عفان، رضى الله عنه، من أمه، قال لعلي بن أبي طالب، رضى الله عنه: اسكت فإنك صبي، وأنا أحد منك سناناً، وابسط منك لساناً، وأكثر حشواً في الكتيبة منك، قال له علي، عليه السلام: اسكت فأنت فاسق، فأنزل الله جل ذكره: { أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً } يعني علياً، عليه السلام، { كَمَن كَانَ فَاسِقاً } يعني الوليد { لاَّ يَسْتَوُونَ } [آية: 18] أن يتوبوا من الفسق، ثم أخبر بمنازل المؤمنين وفساق الكفار في الآخرة.