الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُولِجُ ٱلْلَّيْلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلْلَّيْلِ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِيۤ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } * { ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ ٱلْبَاطِلُ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْعَلِيُّ ٱلْكَبِيرُ }

{ أَلَمْ تَرَ } يا محمد { أَنَّ ٱللَّهَ يُولِجُ ٱلْلَّيْلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلْلَّيْلِ } يعني انتقاض كل واحد منهما من صاحبه حتى يصير أحدهما خمس عشرة ساعة والآخر سبع ساعات { وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ } لبني آدم { كُلٌّ يَجْرِيۤ إِلَىٰ أَجَلٍ } وهو الأجل الـ { مُّسَمًّى وَأَنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ } فيهما { خَبِيرٌ } [آية: 29].

{ ذَلِكَ } يقول: هذا الذي ذكر من صنع الله، والنهار والشمس والقمر { بِأَنَّ ٱللَّهَ } جل جلاله { هُوَ ٱلْحَقُّ } وغير باطل يدل على توحيده بصنعه، ثم قال تعالى: { وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ } يعني يعبدون { مِن دُونِهِ } من الآلهة هو { ٱلْبَاطِلُ } لا تنفعكم عبادتهم وليس بشيء، ثم عظم نفسه عز وجل، فقال سبحانه: { وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْعَلِيُّ } يعني الرفيع فوق خلقه { ٱلْكَبِيرُ } [آية: 30] فلا أعظم منه، ثم ذكر توحيده وصنعه.