الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } * { فَآتِ ذَا ٱلْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَٱلْمِسْكِينَ وَٱبْنَ ٱلسَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ ٱللَّهِ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } * { وَمَآ آتَيْتُمْ مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَاْ فِي أَمْوَالِ ٱلنَّاسِ فَلاَ يَرْبُواْ عِندَ ٱللَّهِ وَمَآ آتَيْتُمْ مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ ٱللَّهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُضْعِفُونَ } * { ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَفْعَلُ مِن ذَٰلِكُمْ مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } * { ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }

{ أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ } وذلك حين مطروا بعد سبع سنين، { وَيَقْدِرُ } على من يشاء { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ } يقول: إن فى بسط الرزق والفتر لعبرة { لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [آية: 37] يعنى يصدقون بتوحيد الله عز وجل.

{ فَآتِ } يعنى فأعط { ذَا ٱلْقُرْبَىٰ حَقَّهُ } يعنى قرابة النبى صلى الله عليه وسلم وحق القرابة والصلة، ثم قال سبحانه: { وَٱلْمِسْكِينَ } يعنى السائل حقه أن يتصدق عليه، ثم قال: { وَٱبْنَ ٱلسَّبِيلِ } يعنى حق الضيف نازل عليك أن تحسن إليه { ذَلِكَ خَيْرٌ } يقول: إعطاء الحق أفضل { لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ ٱللَّهِ } من الإمساك عنهم، ثم نعتهم، عز وجل، فقال: { وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } [آية: 38]. ثم قال تعالى: { وَمَآ آتَيْتُمْ مِّن رِّباً } يقول: وما أعطيتم من عطية { لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ ٱلنَّاسِ } يعنى تزدادوا فى أموال الناس، نزلت في أهل الميسر من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم، يقول: أعطيتم من عطية ليلتمس بها الزيادة من الناس، { فَلاَ يَرْبُو عِندَ ٱللَّهِ } يقول: فلا تضاعف تلك العطية عند الله، ولا تزكوا، ولا إثم فيه، ثم بين الله عز وجل ما يربوا من النفقة، فقال عز وجل: { وَمَآ آتَيْتُمْ مِّن زَكَاةٍ } يقول: وما أعطيتم من صدقة { تُرِيدُونَ } بها { وَجْهَ ٱللَّهِ } ففيه الأضعاف، فذلك قوله عزو جل: { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُضْعِفُونَ } [آية: 39] الواحدة عشرة فصاعداً.

ثم أخبر تبارك وتعالى عن صنعه ليعرف توحيد، فقال تعالى: { ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ } ولم تكونوا شيئاً { ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ } عند آجالكم { ثُمَّ يُحْيِيكُمْ } فى الآخرة { هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ } مع الله، يعنى الملائكة الذين عبدوهم { مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُمْ } مما ذكر في هذه الآية من الخلق والرزق والبعث بعد الموت من يفعل من ذلك { مِّن شَيْءٍ } ثم نزه نفسه جل جلاله عن الشركة، فقال: { سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ } يعنى وارتفع { عَمَّا يُشْرِكُونَ } [آية: 40] ثم أخبرهم عن قحط المطر فى البر ونقص الثمار فى الريف يعنى القرى حيث تجرى فيها الأنهار إنما أصابهم بتركهم التوحيد، فقال:

{ ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ } يعنى قحط المطر وقلة النبات في البر، يعنى حيث لا تجرى الأنهار، وأهل العمود، ثم قال: { ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ } يعنى قحط المطر ونقص الثمار فى البحر، يعنى فى الريف يعنى القرى حيث تجرى فيها الأنهار { بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي ٱلنَّاسِ } من المعاصى، يعنى كفار مكة { لِيُذِيقَهُمْ } الله الجوع { بَعْضَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ } يعني الكفر والتكذيب في السنين السبع { لَعَلَّهُمْ } يعنى لكى { يَرْجِعُونَ } [آية: 41] من الكفر إلى الإيمان.