الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ } * { فِيهِ ءَايَٰتٌ بَيِّنَـٰتٌ مَّقَامُ إِبْرَٰهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَللَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلْبَيْتِ مَنِ ٱسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱلله غَنِيٌّ عَنِ ٱلْعَٰلَمِينَ }

{ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ } ، يعنى أول مسجد، { وُضِعَ لِلنَّاسِ } ، يعنى للمؤمنين، { لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً } ، وإنما سمى بكة؛ لأنه يبك الناس بعضهم بعضاً فى الطواف، ومباركاً فيه، البركة مغفرة للذنوب، { وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ } [آية: 96]، يعنى المؤمنين من الضلالة لمن صلى فيه، وضلالة لمن صلى قبل بيت المقدس، وذلك أن المسلمين واليهود اختصموا فى أمر القبلة، فقال المسلمون: القبلة الكعبة، وقالت اليهود: القبلة بيت المقدس، فأنزل الله عز وجل أن الكعبة أول مسجد كان فى الأرض، والبيت قبلة لأهل المسجد الحرام، والحرم كله قبلة الأرض.

ثم قال عز وجل: { فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ } ، يعنى علامة واضحة أثر مقام إبراهيم صلى الله عليه وسلم، { وَمَن دَخَلَهُ } فى الجاهلية { كَانَ آمِناً } حتى يخرج منه، { وَللَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ } ، يعنى المؤمنين { حِجُّ ٱلْبَيْتِ مَنِ ٱسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً } ، يعنى بالاستطاعة الزاد والراحلة، { وَمَن كَفَرَ } من أهل الأديان بالبيت ولم يحج واجباً فقد كفر، فذلك قوله سبحانه: { وَمَن كَفَرَ } { فَإِنَّ ٱلله غَنِيٌّ عَنِ ٱلْعَالَمِينَ } [آية: 97].