الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَآ أُنْثَىٰ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ ٱلذَّكَرُ كَٱلأُنْثَىٰ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلرَّجِيمِ }

{ فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَآ أُنْثَىٰ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ ٱلذَّكَرُ كَٱلأُنْثَىٰ } ، والانثى عورة، فيها تقديم، يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: { وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ } ، ثم قالت حنة: { وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ } ، وكذلك كان اسمها عند الله عز وجل، { وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا } ، يعنى عيسى { مِنَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلرَّجِيمِ } [آية: 36]، يعنى الملعون، فاستجاب الله لها، فلم يقربها ولا ذريتها شيطان، وخشيت حنة ألا تقبل الأنثى محررة، فلفتها فى خرق ووضعتها فى بيت المقدس عند المحراب، حيث يدرس القراء، فتساهم القوم عليها؛ لأنها بنت إمامهم وسيدهم، وهم الأحبار من ولد هارون أيهم يأخذها.

قال زكريا، وهو رئيس الأحبار: أنا آخذها، أنا أحقكم بها؛ لأن أختها أم يحيى عندى، فقال القراء: وإن كان فى القوم من هو أقرب إليها منك؟ فلو تركت لأحق الناس بها لتركت لأمها، ولكنها محررة، ولكن هلم نتساهم عليها، من خرج سهمه فهو أحق بها، فاقترعوا، فقال الله عز وجل لمحمد صلى الله عليه وسلم:وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ } يعنى عندهم فتشهدهم،إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ } حين اقترعوا ثلاث مرات بأقلامهم التى كانوا يكتبون بها الوحى أيهم يكفلها؟ أيهم يضمها؟ فقرعهم زكريا فقبضها، ثم قال الله عز وجل لمحمد صلى الله عليه وسلم:وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ } [آل عمران: 44] فى مريم، فذلك قوله: { وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا }.