الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلِ ٱللَّهُمَّ مَالِكَ ٱلْمُلْكِ تُؤْتِي ٱلْمُلْكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ ٱلْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُ بِيَدِكَ ٱلْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { تُولِجُ ٱللَّيْلَ فِي ٱلْنَّهَارِ وَتُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلْلَّيْلِ وَتُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ ٱلَمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }

{ قُلِ ٱللَّهُمَّ مَالِكَ ٱلْمُلْكِ تُؤْتِي ٱلْمُلْكَ } ، وذلك أن النبى صلى الله عليه وسلم سأل ربه عز وجل أن يجعل له ملك فارس والروم فى أمته، فنزلت: { قُلِ ٱللَّهُمَّ مَالِكَ ٱلْمُلْكِ تُؤْتِي ٱلْمُلْكَ } { مَن تَشَآءُ } ، يعنى محمداً صلى الله عليه وسلم وأمته، { وَتَنزِعُ ٱلْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَآءُ } ، يعنى الروم وفارس، { وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ } محمداً وأمته، { وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُ } ، يعنى الروم وفارس، { بِيَدِكَ ٱلْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من الملك والعز والذل { قَدِيرٌ } [آية: 26]، { تُولِجُ ٱللَّيْلَ فِي ٱلْنَّهَارِ وَتُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلْلَّيْلِ } ، يعنى ما تنقص فى الليل داخل فى النهار، حتى يصير الليل تسع ساعات والنهار خمس عشرة ساعة، فذلك قوله سبحانه:يُكَوِّرُ ٱللَّيْـلَ عَلَى ٱلنَّهَـارِ وَيُكَوِّرُ } يعنى يسلطٱلنَّـهَارَ عَلَى ٱللَّيْلِ } [الزمر: 5]، وهما هكذا إلى أن تقوم الساعة.

قوله سبحانه: { وَتُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ } ، فهو الناس والدواب والطير، خلقهم من نطفة وهى ميتة، وخلق الطير من البيضة وهى ميتة، { وَتُخْرِجُ ٱلَمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ } ، يعنى يخرج الله عز وجل هذه النطفة من الحى، وهم الناس والدواب والطير، { وَتَرْزُقُ مَن تَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [آية: 27]، يقول سبحانه: ليس فوقى ملك يحاسبنى، أنا الملك أعطى من شئت بغير حساب، لا أخاف من أحد يحاسبنى.