الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ إِن يَنصُرْكُمُ ٱللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا ٱلَّذِي يَنصُرُكُم مِّنْ بَعْدِهِ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } * { وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }

{ إِن يَنصُرْكُمُ ٱللَّهُ } ، يعنى يمنعكم، { فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ } ، يعنى لا يهزمكم أحد، { وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا ٱلَّذِي يَنصُرُكُم مِّنْ بَعْدِهِ } ، يعنى يمنعكم من بعد الله، { وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } [آية:160]، { وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ } ، يعنى أن يخون فى الغنيمة يوم أُحُد ولا يجور فى قسمته فى الغنيمة، " نزلت فى الذين طلبوا الغنيمة يوم أُحُد، وتركوا المركز، وقالوا: إنا نخشى أن يقول النبى صلى الله عليه وسلم: من أخذ شيئاً فهو له، ونحن ها هنا وقوف، فلما رآهم النبى صلى الله عليه وسلم قال: " ألم أعهد إليكم ألا تبرحوا من المركز حتى يأتيكم أمرى؟ " ، قالوا: تركنا بقية إخواننا وقوفاً، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: " ظننتم أنا نغل " ، فنزلت: { وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ } ، ثم خوف الله عز وجل من يغل، فقال: { وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ } بر وفاجر { مَّا كَسَبَتْ } من خير أو شر، { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } [آية: 161] فى أعمالهم.