الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَسَارِعُوۤاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } * { ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَٱلْكَاظِمِينَ ٱلْغَيْظَ وَٱلْعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ }

ثم رغبهم، فقال سبحانه: { وَسَارِعُوۤاْ } بالأعمال الصالحة { إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ } لذنوبكم { مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَاوَاتُ وَٱلأَرْضُ } ، يقول: عرض الجنة كعرض سبع سماوات وسبع أرضين جميعاً لو ألصق بعضها إلى بعضن { أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } [آية: 133]، ثم نعتهم، فقال: { ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ } ، يعنى فى اليسر والعسر، وفى الرخاء والشدة، { وَٱلْكَاظِمِينَ ٱلْغَيْظَ } ، وهو الرجل يغضب فى أمر، فإذا فعله وقع فى معصية، فيكظم الغيظ ويغفر، فذلك قوله: { وَٱلْعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ } ، ومن يفعل هذا فقد أحسن، فذلك قوله: { وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ } [آية: 134]، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: " إنى أرى هؤلاء فى أمتى قليلاً، وكانوا أكثر فى الأمم الخالية ".