الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ } * { لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُواْ خَآئِبِينَ }

{ وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ } ، يقول: وما جعل المدد من الملائكة { إِلاَّ بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ } ، يعنى ولكى تسكن { قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ } ، يقول: النصر ليس بقلة العدد ولا بكثرته، ولكن النصر من عند الله { ٱلْعَزِيزِ } ، يعنى المنيع فى ملكه، { ٱلْحَكِيمِ } [آية: 126] فى أمره حكم النصر للمؤمنين، نظيرها فى الأنفال، { لِيَقْطَعَ } لكى يقطع { طَرَفاً مِّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } من أهل مكة، { أَوْ يَكْبِتَهُمْ } ، يعنى يخزيهم، { فَيَنقَلِبُواْ } إلى مكة { خَآئِبِينَ } [آية: 127]، لم يصيبوا ظفراً ولا خيراً، فلم يصبر المؤمنون وتركوا المركز وعصوا، فرفع عنهم المدد، وأصابتهم الهزيمة بمعصيتهم، فيها تقديم.