الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّىءُ ٱلْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } * { إِذْ هَمَّتْ طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَٱللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } * { وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } * { إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاَثَةِ ءَالَٰفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ مُنزَلِينَ } * { بَلَىۤ إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُمْ مِّن فَوْرِهِمْ هَـٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ ءَالَٰفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ مُسَوِّمِينَ }

{ وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ } على راحلتك يا محمد يوم الأحزاب، { تُبَوِّىءُ ٱلْمُؤْمِنِينَ } ، يعنى توطن لهم، { مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ } فى الخندق قبل أن يستبقوا إليه ويستعدوا للقتال، { وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [آية: 121]، { إِذْ هَمَّتْ طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ } ، يعنى ترك المركز، منهم بنو حارثة بن الحارث، ومنهم أوس بن قيظى، وأبو عربة بن أوس بن يامين،، وبنو سملة بن جشم، وهما حيان من الأنصار، { وَٱللَّهُ وَلِيُّهُمَا } حين عصمها فلم يتركا المركز، وقالوا: ما يسرنا أنا لم نهم بالذى هممنا إذا كان الله ولينا، { وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } [آية: 122]يعنى فليثق المؤمنون به.

{ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ } ، وأنتم قليل، يذكرهم النعم، { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } ولا تعصوه، { لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [آية: 123] ربكم فى النعم، { إِذْ تَقُولُ } يا محمد { لِلْمُؤْمِنِينَ } يوم أحُد: { أَلَنْ يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ مُنزَلِينَ } [آية: 124] عليكم من السماء، وذلك حين سألوا المدد، فقال سبحانه: { بَلَىۤ } يمددكم ربكم بالملائكة، { إِن تَصْبِرُواْ } لعدوكم { وَتَتَّقُواْ } معاصيه، { وَيَأْتُوكُمْ مِّن فَوْرِهِمْ هَـٰذَا } ، يعنى من وجههم هذا، { يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلاۤفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ } ، فزادهم ألفين { مُسَوِّمِينَ } [آية: 125]، يعنى معلمين بالصوف الأبيض فى نواصى الخيل، وأذنابها عليها البياض، معتمين بالبياض، وقد أرخوا أطراف العمائم بين أكتافهم.