الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَمَّآ أَن جَآءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالُواْ لاَ تَخَفْ وَلاَ تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلاَّ ٱمْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ ٱلْغَابِرينَ } * { إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ رِجْزاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ } * { وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَآ آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }

{ وَلَمَّآ أَن جَآءَتْ رُسُلُنَا } الملائكة، { لُوطاً } ، وحسب أنهم من الإنس، { سِيءَ بِهِمْ } ، يعنى كرههم لوط لصنيع قومه بالرجال، { وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً } ، يعنى بضيافة الملائكة ذرعاً، يعنى مخافة عليهم أن يفضحوهم، { وَقَالُواْ } ، وقالت الرسل للوط، عليه السلام: { لاَ تَخَفْ وَلاَ تَحْزَنْ }؛ لأن قومه وعدوه، فقالوا: معك رجال سحروا أبصارنا، فستعلم ما تلقى عذابهم، فقالت الرسل، { إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ } ، ثم استثنى امرأته، فذلك قوله عز وجل: { إِلاَّ ٱمْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ ٱلْغَابِرينَ } [آية: 33] يعنى من الباقين فى العذاب فهلك قوم لوط، ثم أهلكت بعد بحجر أصابها فقتلها.

{ إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ رِجْزاً } ، يعنى عذاباً، { مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } على قرى لوط، يعنى الخسف والحصب، { بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ } [آية: 34]، يعنى يعصون، { وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَآ آيَةً } ، يعنى من قرية لوط آية، { بَيِّنَةً } ، يعنى علامة واضحة، يعنى هلاكهم، { لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } [آية: 35]، بتوحيد الله عز وجل، كانت قرية لوط بين المدينة والشام، وولد للوط بعد هلاك قومه ابنتان، وكان له ابنتان قبل هلاكهم، ثم مات لوط، وكان أولاده مؤمنين من بعده.