الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَلِقَآئِهِ أُوْلَـٰئِكَ يَئِسُواْ مِن رَّحْمَتِي وَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ ٱقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلنَّارِ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } * { وَقَالَ إِنَّمَا ٱتَّخَذْتُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُمْ مِّن نَّاصِرِينَ } * { فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّيۤ إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ }

{ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } ، يعنى بالقرآن، { وَلِقَآئِهِ } ، وكفروا بالبعث، { أُوْلَـٰئِكَ يَئِسُواْ مِن رَّحْمَتِي } ، يعنى من جنتى، { وَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [آية: 23]، يعنى وجيعاً.

ثم ذكر إبراهيم، عليه السلام، فى التقديم، قال: { فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ } ، يعنى قوم إبراهيم، عليه السلام، حين دعاهم إلى الله عز وجل ونهاهم عن عبادة الأصنام، { إِلاَّ أَن قَالُواْ ٱقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ } بالنار، فقذفوه فى النار، { فَأَنْجَاهُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلنَّارِ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ } ، يعنى عز وجل إن فى النار التى لم تحرق إبراهيم، عليه السلام، لعبرة { لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [آية: 24]، يعنى يصدقون بتوحيد الله عز وجل.

{ وَقَالَ } لهم إبراهيم، عليه السلام، { إِنَّمَا ٱتَّخَذْتُمْ } الأوثان آلهة، { مِّن دُونِ ٱللَّهِ } عز وجل، { أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } ، يعنى بين الأتباع والقادة مودة على عبادة الأصنام، { ثُمَّ } إذا كان { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ } ، يقول: تتبرأ القادة من الأتباع، { وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً } ، يقول: ويلعن الأتباع القادة من الأمم الخالية وهذه الأمة، ثم قال لهم إبراهيم، عليه السلام: { وَمَأْوَاكُمُ ٱلنَّارُ } ، يعنى مصيركم إلى النار، { وَمَا لَكُمْ مِّن نَّاصِرِينَ } [آية: 25]، يعنى مانعين من العذاب يمنعونكم منه.

{ فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ } ، يعنى فصدق بإبراهيم لوط، عليهما السلام، وهو أول من صدق بإبراهيم حين رأى إبراهيم لم تضره النار، { وَقَالَ } إبراهيم، عليه السلام: { إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّيۤ } ، يعنى هجر قومه المشركين من أرض كوثا هو ولوط، وسارة أخت لوط، عليهم السلام، إلى الأرض المقدسة، { إِلَىٰ رَبِّيۤ } ، يعنى إلى رضا ربى، وقال فى الصافات:إنَّىٰ ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّيۤ } ، يعنى إلى رضا ربى،سَيَهْدِينِ } [الصافات: 99]، فهاجر وهو ابن خمس وسبعين سنة، { إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } [آية: 26].