الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلْلَّيْلَ سَرْمَداً إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَآءٍ أَفَلاَ تَسْمَعُونَ } * { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلنَّهَارَ سَرْمَداً إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفلاَ تُبْصِرُونَ } * { وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَلِتَبتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } * { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } * { وَنَزَعْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنَا هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوۤاْ أَنَّ ٱلْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }

{ قُلْ } يا محمد، لكفار مكة: { أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلْلَّيْلَ سَرْمَداً إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ } فدامت ظلمته { مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَآءٍ } يعني بضوء النهار، { أَفَلاَ } يعني أفهلا { تَسْمَعُونَ } [آية: 71] المواعظ، و { قُلْ } لهم { أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلنَّهَارَ سَرْمَداً إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ } من النصب { أَفلاَ } يعني أفهلا { تُبْصِرُونَ } [آية: 72].

ثم أخبر عن صنعه تعالى ذكره، فقال سبحانه: { وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ ٱلْلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ لِتَسْكُنُواْ } يعني لتستقروا { فِيهِ } بالليل من النصب { وَلِتَبتَغُواْ } بالنهار { مِن فَضْلِهِ } يعني الرزق { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [آية: 73] ربكم في نعمه، فتوحدوه عز وجل.

{ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ } يعني يسألهم { فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } [آية: 74] في الدنيا { وَنَزَعْنَا } يقول: وأخرجنا { مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً } يعني رسولها ونبيها يشهد عليها بالبلاغ والرسالة { فَقُلْنَا } لهم يعني للكفار: { هَاتُواْ } هلموا { بُرْهَانَكُمْ } يعني حجتكم بأن معي شريكاً، فلم يكن لهم حجة، { فَعَلِمُوۤاْ أَنَّ ٱلْحَقَّ لِلَّهِ } يعني التوحيد لله عز وجل، { وَضَلَّ عَنْهُمْ } في الآخرة { مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } [آية: 75] في الدنيا بأن مع الله سبحانه شريكاً.