الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يٰأَيُّهَا ٱلْملأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يٰهَامَانُ عَلَى ٱلطِّينِ فَٱجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّيۤ أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لأَظُنُّهُ مِنَ ٱلْكَاذِبِينَ } * { وَٱسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لاَ يُرْجَعُونَ } * { فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي ٱلْيَمِّ فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلظَّالِمِينَ } * { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ وَيَوْمَ ٱلْقِيامَةِ لاَ يُنصَرُونَ } * { وَأَتْبَعْنَاهُم فِي هَذِهِ ٱلدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ القِيَامَةِ هُمْ مِّنَ ٱلْمَقْبُوحِينَ }

{ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يٰأَيُّهَا ٱلْملأُ } يعني الأشراف من قومه { مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرِي } هذا القول من فرعون كفر { فَأَوْقِدْ لِي يٰهَامَانُ عَلَى ٱلطِّينِ فَٱجْعَل لِّي صَرْحاً } يقول: أوقد النار على الطين حتى يصير اللبن أجراً، وكان فرعون أول من طبخ الأجر وبناه، { فَٱجْعَل لِّي صَرْحاً } يعني قصراً طويلاً، { لَّعَلِّيۤ أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ } فبنى، وكان ملاطة خبث القوارير، فكان الرجل لا يستطيع القيام عليه مخافة أن تنسفه الريح، ثم قال فرعون: فاطلع إلى إله موسى { وَإِنِّي لأَظُنُّهُ } يقول: إني لأحسب موسى { مِنَ ٱلْكَاذِبِينَ } [آية: 38] بما يقول: إن في السماء إلهاً.

{ وَٱسْتَكْبَرَ } فرعون { هُوَ وَجُنُودُهُ } عن الإيمان { فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ } يعني بالمعاصي { وَظَنُّوۤاْ } يقول: وحسبوا { أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لاَ يُرْجَعُونَ } [آية: 39] أحياء بعد الموت في الآخرة.

يقول الله عز وجل: { فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي ٱلْيَمِّ } يعني فقذفناهم في نهر النيل الذي بمصر { فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلظَّالِمِينَ } [آية: 40] يعني المشركين، أهل مصر كان عاقبتهم الغرق، { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً } يعني قادة في الشرك { يَدْعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ } يعني يدعون إلى الشرك، وجعل فرعون والملأ قادة الشرك، وأتبعناهم أهل مصر { وَيَوْمَ ٱلْقِيامَةِ لاَ يُنصَرُونَ } [آية: 41] يعني لا يمنعون من العذاب { وَأَتْبَعْنَاهُم فِي هَذِهِ ٱلدُّنْيَا لَعْنَةً } يعني الغرق { وَيَوْمَ القِيَامَةِ } في النار { هُمْ مِّنَ ٱلْمَقْبُوحِينَ } [آية: 42].