الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأُزْلِفَتِ ٱلْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ } * { وَبُرِّزَتِ ٱلْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ } * { وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ } * { مِن دُونِ ٱللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ } * { فَكُبْكِبُواْ فِيهَا هُمْ وَٱلْغَاوُونَ } * { وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ } * { قَالُواْ وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ } * { تَٱللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { وَمَآ أَضَلَّنَآ إِلاَّ ٱلْمُجْرِمُونَ } * { فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ } * { وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ } * { فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ } * { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ }

{ وَأُزْلِفَتِ } يعنى وقربت { ٱلْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ } [آية: 90] { وَبُرِّزَتِ ٱلْجَحِيمُ } يعنى وكشف الغطاء عن الجحيم { لِلْغَاوِينَ } [آية: 91] من كفار بنى آدم، وهم الضالون عن الهدى. { وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ } [آية: 92].

{ مِن دُونِ ٱللَّهِ } لأنهم عبدوا الشيطان نظيرها فى الصافات { هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ } [آية: 93] يعنى هل يمنعونكم النار، أو يمتنعون منها.

{ فَكُبْكِبُواْ فِيهَا } يعنى فقذفوا فى النار، يعنى فقذفهم الخزنة فى النار { هُمْ } يعنى كفار بنى آدم { وَٱلْغَاوُونَ } [آية: 94] يعنى الشياطين الذين أغووا بنى آدم، ثم قال تعالى: { وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ } [آية: 95] يعنى ذرية إبليس كلهم.

{ قَالُواْ وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ } [آية: 96] فى النار، فيها تقديم، وذلك أن الكفار من بنى آدم، قالوا للشياطين: { تَٱللَّهِ } يعنى والله { إِن } لقد { كُنَّا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } [آية: 97] { إِذْ نُسَوِّيكُمْ } يعنى نعدلكم يا معشر الشياطين { بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } [آية: 98] فى الطاعات فهذه خصومتهم.

ثم قال كفار مكة من بنى آدم: { وَمَآ أَضَلَّنَآ } عن الهدى { إِلاَّ ٱلْمُجْرِمُونَ } [آية: 99] يعنى الشياطين، ثم أظهروا الندامة، فقالوا: { فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ } [آية: 100] من الملائكة والنبيين { وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ } [آية: 101] يعنى القريب الشفيق، فيشفعون لنا كما يشفع المؤمنين، وذلك أنهم لما رأوا كيف يشفع الله عز وجل، والملائكة، والنبين فى أهل التوحيد، قالوا عند ذلك: { فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ } إلى آخر الآية.

حدثنا أبو محمد، قال: حدثنى الهذيل، قال: قال مقاتل: استكثروا من صداقة المؤمنين، فإن المؤمنين يشفعون يوم القيامة، فذلك قوله سبحانه: { وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ }.

ثم قال: { فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً } يعنى رجعة إلى الدنيا { فَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } [آية: 102] يعنى من المصدقين بالتوحيد، { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً } يعنى إن فى هلاك قوم إبراهيم لعبرة لمن بعدهم { وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ } [آية: 103] يقول: لو كان أكثرهم مؤمنين لم يعذبوا فى الدنيا.

{ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } فى نقمته { ٱلرَّحِيمُ } [آية: 104] بالمؤمنين هلك قوم إبراهيم بالصيحة تفسيره فى سورة العنكبوت.