الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّواْ بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً } * { وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّواْ عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً } * { وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَٱجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً } * { أُوْلَـٰئِكَ يُجْزَوْنَ ٱلْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُواْ وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاَماً } * { خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً } * { قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دُعَآؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً }

{ وَٱلَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ } يعنى لا يحضرون الذنب يعنى الشرك { وَإِذَا مَرُّواْ بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً } [آية: 72] يقول: إذا سمعوا من كفار مكة الشتم والأذى على الإسلام مروا كراماً معرضين عنهم، كقوله سبحانه:وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغْوَ أَعْرَضُواْ عَنْهُ } [القصص: 55].

{ وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ } يعنى والذين إذا وعظوا بآيات القرآن { لَمْ يَخِرُّواْ عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً } [آية: 73] يقول: لم يقفوا عليها صماً لم يسمعوها، ولا عمياناً لم يبصروها، كفعل مشركى مكة، ولكنهم سمعوا وأبصروا وانتفعوا به.

{ وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ } يقول: اجعلهم صالحين، فتقر أعيننا بذلك، { وَٱجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً } [آية: 74] يقول: واجعلنا أئمة يقتدى بنا فى الخير.

{ أُوْلَـٰئِكَ يُجْزَوْنَ ٱلْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُواْ وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاَماً } [آية: 75] نظيرها فى الزمر:لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ } [الزمر: 20].

قال أبو محمد: سألت أبا صالح عنها، فقال: قال مقاتل: اجعلنانقتدى بصالح أسلافنا، حتى يقتدى بنا من بعدنا، بما صبروا على أمر الله عز وجل، ويلقون فيها تحية، يعنى السلام، ثم قال: وسلاماً يقول: وسلم الله لهم أمرهم وتجاوز عنهم، ويقال: التسليم من الملائكة عليهم { خَالِدِينَ فِيهَا } لا يموتون أبداً { حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً } فيها { وَمُقَاماً } [آية: 76] يعنى الخلود.

{ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ } يقول: ما يفعل بكم { رَبِّي لَوْلاَ دُعَآؤُكُمْ } يقول: لولا عبادتكم { فَقَدْ كَذَّبْتُمْ } النبى صلى الله عليه وسلم، يَعِدُ كفار مكة { فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً } [آية: 77] يلزمكم العذاب ببدر، فقتلوا وضربت الملائكة وجوههم وأدبارهم، وعجل الله تعالى بأرواحهم إلى النار، فيعرضون عليها طرفى النهار.