الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ إِفْكٌ ٱفْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَآءُوا ظُلْماً وَزُوراً } * { وَقَالُوۤاْ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ ٱكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً } * { قُلْ أَنزَلَهُ ٱلَّذِي يَعْلَمُ ٱلسِّرَّ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً } * { وَقَالُواْ مَالِ هَـٰذَا ٱلرَّسُولِ يَأْكُلُ ٱلطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي ٱلأَسْوَاقِ لَوْلاۤ أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً } * { أَوْ يُلْقَىٰ إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ ٱلظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً }

{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ إِفْكٌ ٱفْتَرَاهُ } قال النضر بن الحارث من بنى عبد الدار: ما هذا القرآن إلا كذب اختلقه محمد صلى الله عليه وسلم من تلقاء نفسه، ثم قال: { وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ } يقول: النضر عاون محمداً صلى الله عليه وسلم عداس مولى حويطب بن عبد العزى، ويسار غلام العامر بن الحضرمى، وجبر مولى عامر بن الحضرمى، كان يهودياً، فأسلم، وكان هؤلاء الثلاثة من أهل الكتاب يقول الله تعالى: { فَقَدْ جَآءُوا ظُلْماً وَزُوراً } [آية: 4] قالوا: شركاً وكذباً حين يزعمون أن الملائكة بنات الله، عز وجل، وحين قالوا: إن القرآن ليس من الله عز وجل إنما اختلقه محمد صلى الله عليه وسلم من تلقاء نفسه.

{ وَقَالُوۤاْ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } وقال النضر: هذا القرآن حديث الأولين أحاديث رستم وإسنفندباز { ٱكْتَتَبَهَا } محمد صلى الله عليه وسلم { فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً } [آية: 5] يقول: هؤلاء النفر الثلاثة يعلمون محمداً صلى الله عليه وسلم طرفى النهار بالغداة والعشى.

{ قُلْ } لهم يا محمد { أَنزَلَهُ ٱلَّذِي يَعْلَمُ ٱلسِّرَّ } وذلك أنه قالوا بمكة سراً: { هَلْ هَـٰذَآ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُم } لأنه إنسى مثلكم، بل هو ساحر، { أَفَتَأْتُونَ ٱلسِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ } إلى آيتين، فأنزل الله عز وجل: { قُلْ أَنزَلَهُ ٱلَّذِي يَعْلَمُ ٱلسِّرَّ } { فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً } [آية: 6] حين لا يعجل عيلهم بالعقوبة.

{ وَقَالُواْ مَالِ هَـٰذَا ٱلرَّسُولِ } يعنى النبى صلى الله عليه وسلم { يَأْكُلُ ٱلطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي ٱلأَسْوَاقِ لَوْلاۤ أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً } [آية: 7] يعنى رسولاً يصدق محمداً صلى الله عليه وسلم بما جاء.

{ أَوْ يُلْقَىٰ إِلَيْهِ كَنْزٌ } يعنى أو ينزل إليه مال من السماء، فيقسمه بيننا { أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ } يعنى بستاناً { يَأْكُلُ مِنْهَا } هذا قول النضر بن الحارث، وعبد الله بن أمية، ونوفل بن خويلد، كلهم من قريش، { وَقَالَ ٱلظَّالِمُونَ } يعنى هؤلاء { إِن } يعنى ما { تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً } [آية: 8] يعنى أنه مغلوب على عقله، فأنزل الله تبارك وتعالى فى قولهم للنبى صلى الله عليه وسلم: إنه يأكل الطعام ويمشى فى الأسواق:وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ ٱلطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي ٱلأَسْوَاقِ } [الفرقان: 20] يقول: هكذا كان المرسلون من قبل محمد صلى الله عليه وسلم.