الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً } * { وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِٱلْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً } * { ٱلَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ أُوْلَـٰئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً } * { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيراً } * { فَقُلْنَا ٱذْهَبَآ إِلَى ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيراً }

{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ } يعنى هلا نزل { عَلَيْهِ ٱلْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً } كما جاء به موسى وعيسى يقول: { كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ } يعنى ليثبت القرآن فى قلبك { وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً } [آية: 32] يعنى نرسله ترسلاً آيات، ثم آيات، ذلك قوله سبحانه:وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى ٱلنَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً } [الإسراء: 106].

ثم قال عز وجل: { وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ } يخاصمونك به إضمار لقولهم: لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة، ونحوه فى القرآن مما يخاصمون به النبى صلى الله عليه وسلم، فيرد الله عز وجل عليهم قولهم، فذلك قوله عز وجل: { إِلاَّ جِئْنَاكَ بِٱلْحَقِّ } فيم تخصمهم به { وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً } [آية: 33] يعنى وأحسن تبياناً فترد به خصومتهم.

ثم أخبر الله عز وجل بمستقرهم فى الآخرة، فقال سبحانه: { ٱلَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ أُوْلَـٰئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً } [آية: 34] يعنى وأخطأ طريق الهدى فى الدنيا من المؤمنين.

{ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ } يقول: أعطينا موسى، عليه السلام، التوراة { وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيراً } [آية: 35] يعنى معيناً، ثم انقطع الكلام فأخبر الله عز وجل محمد صلى الله عليه وسلم، فقال سبحانه: { فَقُلْنَا ٱذْهَبَآ إِلَى ٱلْقَوْمِ } يعنى أهل مصر { ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا } يعنى الآيات التسع { فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيراً } [آية: 36] يعنى أهلكناهم بالعذاب هلاكاً يعنى الغرق.