الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱنظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلأَمْثَالَ فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً } * { تَبَارَكَ ٱلَّذِيۤ إِن شَآءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِّن ذٰلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُوراً } * { بَلْ كَذَّبُواْ بِٱلسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِٱلسَّاعَةِ سَعِيراً } * { إِذَا رَأَتْهُمْ مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً } * { وَإَذَآ أُلْقُواْ مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُّقَرَّنِينَ دَعَوْاْ هُنَالِكَ ثُبُوراً } * { لاَّ تَدْعُواْ ٱلْيَوْمَ ثُبُوراً وَاحِداً وَٱدْعُواْ ثُبُوراً كَثِيراً }

ونزل فى قولهم إن محمداً مسحور، قوله تعالى: { ٱنظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلأَمْثَالَ } يقول: انظر كيف وصفوا لك الأشياء، حين زعموا أنك ساحر، { فَضَلُّواْ } عن الهدى { فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً } [آية: 9] يقول: لا يجدون مخرجاً مما قالوا لك بأنك ساحر.

ونزل فى قولهم: لولا أنزل، يعنى هلا ألقى، إليه كنز، أو تكون له جنة يأكل منها، فقال تبارك وتعالى: { تَبَارَكَ ٱلَّذِي } { إِن شَآءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِّن ذٰلِكَ } يعنى أفضل من الكنز والجنة فى الدنيا، جعل لك فى الآخرة { جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ } يقول بينها الأنهار { وَيَجْعَل لَّكَ قُصُوراً } [آية: 10] يعنى بيوتاً فى الجنة، وذلك أن قريشاً يسمون بيوت الطين القصور.

{ بَلْ كَذَّبُواْ بِٱلسَّاعَةِ } يعنى عز وجل بالقيامة، وذلك أن النبى صلى الله عليه وسلم أخبرهم بالبعث فكذبوه، يقول الله تعالى: { وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِٱلسَّاعَةِ سَعِيراً } [آية: 11] يعنى وقوداً { إِذَا رَأَتْهُمْ } السعير، وهى جهنم { مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } يعنى مسيرة مائة سنة { سَمِعُواْ لَهَا } من شدة غضبها عليهم { تَغَيُّظاً وَزَفِيراً } [آية: 12] يعنى آخر نهيق الحمار.

{ وَإَذَآ أُلْقُواْ مِنْهَا } يعنى جهنم { مَكَاناً ضَيِّقاً } لضيق الرمح فى الزج { مُّقَرَّنِينَ } يعنى موثقين فى الحديد قرناء مع الشياطين { دَعَوْاْ هُنَالِكَ ثُبُوراً } [آية: 13] يقول: دعوا عند ذلك بالويل.

يقول الخزان: { لاَّ تَدْعُواْ ٱلْيَوْمَ ثُبُوراً وَاحِداً } يعنى ويلاً واحداً { وَٱدْعُواْ ثُبُوراً كَثِيراً } [آية: 14] يعنى ويلاً كثيراً، لأنه دائم لهم أبداً.