{ يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِيَسْتَأْذِنكُمُ } في بيوتكم { ٱلَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُكُمْ } يعني العبيد والولائد في كل وقت، نزلت في أسماء بنت أبى مرشد، قالت: إنه ليدخل على الرجل والمرأة، ولعلهما أن يكونا في لحاف واحد لا علم لهما، فنزلت هذه، فقال سبحانه: { وَ } ليستأذنكم { وَٱلَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُواْ ٱلْحُلُمَ مِنكُمْ } يعني من الأحرار من الصبيان { ثَلاَثَ مَرَّاتٍ } لأنها ساعات غفلة وغيره { مِّن قَبْلِ صَـلَوٰةِ ٱلْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَـٰبَكُمْ مِّنَ ٱلظَّهِيرَةِ } يعني نصف النهار { وَمِن بَعْدِ صَلَوٰةِ ٱلْعِشَآءِ ثَلاَثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ } يقول: هذه ساعات غفلة وغيره { لَيْسَ عَلَيْكُمْ } معشر المؤمنين، يعني أرباب البيوت { وَلاَ عَلَيْهِمْ } يعني الخدم والصبيان الصغار { جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ } يعني بعد العورات الثلاث { طَوَٰفُونَ عَلَيْكُمْ } يعني بالطوافين يتقلبون عليكم ليلاً ونهاراً يدخلون ويخرجون بغير استئذان { بَعْضُكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ كَذَلِكَ } يعني هكذا { يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلآيَـٰتِ } يعني أمره ونهيه في الاستئذان { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } [آية: 58] حكم ما ذكر من الاستئذان في هذه الآية. { وَإِذَا بَلَغَ ٱلأَطْفَالُ مِنكُمُ ٱلْحُلُمَ } يعني من الأحرار { فَلْيَسْتَأْذِنُواْ كَمَا ٱسْتَأْذَنَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } يعني من الكبار من ولد الرجل وأقربائه، ويقال: من العبيد { كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ } يعني أمره { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } [آية: 59] حكم الاستئذان بعد العورات الثلاث على الأطفار إذا احتلموا. { وَٱلْقَوَاعِدُ } عن الحيض { مِنَ ٱلنِّسَآءِ } يعني المرأة الكبيرة التى لا تحيض من الكبر { ٱلَّلاَتِي لاَ يَرْجُونَ نِكَاحاً } يعني تزويجاً { فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ } يعني حرج { أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ } في قراءة ابن مسعود: " من ثيابهن " ، وهو الجلباب الذي يكون فوق الخمار { غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتِ بِزِينَةٍ } لا تريد بوضع الجلباب أن ترى زينتها يعني الحلي، قال عز وجل: { وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ } ولا يضعن الجلباب { خَيْرٌ لَّهُنَّ } من وضع الجلباب { وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عِلِيمٌ } [آية: 60].