الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَرْمُونَ ٱلْمُحْصَنَاتِ ٱلْغَافِلاَتِ ٱلْمُؤْمِناتِ لُعِنُواْ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } * { يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ ٱللَّهُ دِينَهُمُ ٱلْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ ٱلْمُبِينُ } * { ٱلْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَٱلْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَٱلطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَٱلطَّيِّبُونَ لِلْطَّيِّبَاتِ أُوْلَـٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ }

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَرْمُونَ } يعني يقذفون بالزنا { ٱلْمُحْصَنَاتِ } لفروجهن عفائف، يعني عائشة، رضي الله عنها، { ٱلْغَافِلاَتِ } عن الفواحش { ٱلْمُؤْمِناتِ } يعني المصدقات { لُعِنُواْ } يعني عذبوا بالجلد ثمانين { فِي ٱلدُّنْيَا وَ } في { وَٱلآخِرَةِ } بعذاب النار، يعني عبد الله بن أُبى يعذب بالنار؛ لأنه منافق { وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [آية: 23] ثم ضرب النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أبي، وحسان بن ثابت، ومسطح، وحمنة بنت جحش، كل واحد منهم ثمانين في قذف عائشة، رضي الله عنها.

{ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [آية: 24] { يَوْمَئِذٍ } في الآخرة { يُوَفِّيهِمُ ٱللَّهُ دِينَهُمُ ٱلْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ } يعني حسابهم بالعدل لا يظلمون { ٱلْمُبِينُ } [آية: 25] يعني العدل البين.

ثم قال تعالى: { ٱلْخَبِيثَاتُ } يعني السيء من الكلام { لِلْخَبِيثِينَ } من الرجال والنساء الذين قذفوا عائشة، لانه يليق بهم الكلام السيء. { وَٱلْخَبِيثُونَ } من الرجال والنساء { لِلْخَبِيثَاتِ } يعني السيء من الكلام لأنه يليق بهم الكلام السيء.

ثم قال سبحانه: { وَٱلطَّيِّبَاتُ } يعني الحسن من الكلام { لِلطَّيِّبِينَ } من الرجال والنساء، يعني عز وجل الذين ظنوا بالمؤمنين والمؤمنات خيراً { وَٱلطَّيِّبُونَ } من الرجال والنساء { لِلْطَّيِّبَاتِ } يعني الحسن من الكلام، لأنه يليق بهم الكلام الحسن، ثم قال تعالى: { أُوْلَـٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ } يعني مما يقول هؤلاء القاذفون الذين قذفوا عائشة، رضي الله عنها، هم مبرأون من الخبيثات من الكلام { لَهُم مَّغْفِرَةٌ } لذنوبهم { وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } [آية: 26] يعني رزقاً حسناً في الجنة.