{ قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ } [آية: 1] يعنى سعد المؤمنون، يعنى المصدقين بتوحيد الله عز وجل.
ثم نعتهم، فقال سبحانه: { ٱلَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ } [آية: 2] يقول: متواضعون يعنى إذا صلى لم يعرف من عن يمينه، ومن عن شماله { وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنِ ٱللَّغْوِ مُّعْرِضُونَ } [آية: 3] يعنى اللغو: الشتم والأذى إذا سمعوه من كفار مكة لإسلامهم، وفيهم نزلت{ مَرُّواْ بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً } [الفرقان: 72] يعنى معرضين عنه.
{ وَٱلَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَـاةِ فَاعِلُونَ } [آية: 4] يعنى زكاة أموالهم { وَٱلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ } [آية: 5] عن الفواحش. ثم استثنى، فقال سبحانه: { إِلاَّ عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ } يعنى حلائلهم { أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ } من الولائد { فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ } [آية: 6] يعنى لا يلامون على الحلال.
{ فَمَنِ ٱبْتَغَىٰ وَرَآءَ ذٰلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْعَادُونَ } [آية: 7] يقول: فمن ابتغى الفواحش بعد الحلال، فهو معتد، { وَٱلَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ } [آية: 8] يقول: يحافظون على أداء الأمانة، ووفاء العهد، { وَٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ } [آية: 9] على المواقيت.
ثم أخبر بثوابهم، فقال: { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْوَارِثُونَ } [آية: 10] ثم بين ما يرثون، فقال: { ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلْفِرْدَوْسَ } يعنى البستان عليه الحيطان، بالرومية { هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [آية: 11] يعنى فى الجنة لا يموتون.