الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ } * { نُسَارِعُ لَهُمْ فِي ٱلْخَيْرَاتِ بَل لاَّ يَشْعُرُونَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيةِ رَبِّهِمْ مُّشْفِقُونَ } * { وَٱلَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبَّهِمْ يُؤْمِنُونَ } * { وَٱلَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ } * { وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ } * { أُوْلَـٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ } * { وَلاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِٱلْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } * { بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَـٰذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِّن دُونِ ذٰلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ } * { حَتَّىٰ إِذَآ أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِٱلْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ } * { لاَ تَجْأَرُواْ ٱلْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِّنَّا لاَ تُنصَرُونَ }

ثم قال سبحانه: { أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ } يعني نعطيهم { مِن مَّالٍ وَبَنِينَ } [آية: 55] { نُسَارِعُ لَهُمْ فِي ٱلْخَيْرَاتِ } يعني المال والولد لكرامتهم على الله، عز وجل، يقول { بَل لاَّ يَشْعُرُونَ } [آية: 56] أن الذي أعطاهم من المال والبنين هو شر لهم:إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوۤاْ إِثْمَاً } [آل عمران: 178].

ثم ذكر المؤمنين، فقال سبحانه: { إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيةِ رَبِّهِمْ مُّشْفِقُونَ } [آية: 57] يعني من عذابه { وَٱلَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبَّهِمْ يُؤْمِنُونَ } [آية: 58] يعني هم يصدقون بالقرآن أنه من الله، عز وجل، ثم قال تعالى: { وَٱلَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ } [آية: 59] معه غيره ولكنهم يوحدون ربهم.

{ وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ } يعني يعطون ما أعطوا من الصدقات والخيرات { وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } يعني خائفة لله من عذابه، يعلمون { أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ } [آية: 60] في الآخرة، فيعملون على علم، فيجزيهم بأعمالهم، فكذلك المؤمن ينفق ويتصدق وجلا من خشية الله، عز وجل، ثم نعتهم فقال: { أُوْلَـٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ } يعني يسارعون في الأعمال الصالحة التيذكرها لهم في هذه الآية { وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ } [آية: 61] الخيرات التييسارعون إليها.

{ وَلاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا } يقول: لا نكلف نفساً من العمل إلا ما أطاقت، { وَلَدَيْنَا } يعني وعندنا { كِتَابٌ } يعني أعمالهم التييعملون في اللوح المحفوظ { يَنطِقُ بِٱلْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } [آية: 62] في أعمالهم { بَلْ قُلُوبُهُمْ } يعني الكفار { فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَـٰذَا } يقول: في غفلة من إيمان بهذا القرآن { وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِّن دُونِ ذٰلِكَ } يقول: لهم أعمال خبيثة دون الأعمال الصالحة، يعني غير الأعمال الصالحة التيذكرت عن المؤمنين في هذه الآية، وفى الآية الأولى، { هُمْ لَهَا عَامِلُونَ } [آية: 63] يقول: هم لتلك الأعمال الخبيثة عاملون، التيهى في اللوح المحفوظ أنهم سيعملونها، لا بد لهم من أن يعملوها.

{ حَتَّىٰ إِذَآ أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ } يعني أغنياءهم وجبابرتهم { بِٱلْعَذَابِ } يعني القتل ببدر { إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ } [آية: 64] إذ هم يضجون إلى الله، عز وجل، حين نزل بهم العذاب، يقول الله عز وجل: { لاَ تَجْأَرُواْ ٱلْيَوْمَ } لا تضجوا اليوم { إِنَّكُمْ مِّنَّا لاَ تُنصَرُونَ } [آية: 65] يقول: لا تمنعون منا، حتى تعذبوا بعد القتل ببدر.