الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي ٱلأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ } * { قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَسْئَلِ ٱلْعَآدِّينَ } * { قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } * { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ } * { فَتَعَالَى ٱللَّهُ ٱلْمَلِكُ ٱلْحَقُّ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْكَرِيمِ } * { وَمَن يَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـهَا آخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْكَافِرُونَ } * { وَقُل رَّبِّ ٱغْفِرْ وَٱرْحَمْ وَأنتَ خَيْرُ ٱلرَّاحِمِينَ }

{ قَالَ } عز وجل للكفار: { كَمْ لَبِثْتُمْ فِي ٱلأَرْضِ } فى الدنيا، يعنى في القبور { عَدَدَ سِنِينَ } [آية: 112] { قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ } استقلوا ذلك يرون أنهم لم يلبثوا فى قبورهم إلا يوماً أو بعض يوم، ثم قال الكفار لله تعالى أو لغيره: { فَاسْأَلِ ٱلْعَآدِّينَ } [آية: 113] يقول: فسل الحساب، يعنى ملك الموت وأعوانه.

{ قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ } فى القبور { إِلاَّ قَلِيلاً لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } [آية: 114] إذا لعملتم أنكم لم تلبثوا إلا قليلاً، ولكنكم لا تعلمون كم لبثتم فى القبور يقول الله، عز وجل: { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً } يعنى لعباً وباطلاً لغير شىء، أن لا تعذبوا إذا كفرتم { وَ } حسبتم { وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ } [آية: 115] فى الآخرة { فَتَعَالَى ٱللَّهُ } يعنى ارتفع الله، عز وجل، { ٱلْمَلِكُ ٱلْحَقُّ } أن يكون خلق شيئاً عبساً ما خلق شيئاً إلا لشىء يكون، لقولهم أن معه إلهاً، ثم وحد الرب نفسه تبارك وتعالى، فقال: { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْكَرِيمِ } [آية: 116].

{ وَمَن يَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ } يعنى ومن يصف مع الله { إِلَـهَا آخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ } يعنى لا حجة له بالكفر، ولا عذر يوم القيامة، نزلت فى الحارث بن قيس السهمى أحد المستهزئين { فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْكَافِرُونَ } [آية: 117] يقول: جزاء الكافرين، أنه لا يفلح يعنى لا يسعد فى الآخرة عند ربه، عز وجل، { وَقُل رَّبِّ ٱغْفِرْ } الذنوب { وَٱرْحَمْ وَأنتَ خَيْرُ ٱلرَّاحِمِينَ } [آية: 118] من غيرك يقول: من كان يرحم أحداً، لإإن الله عز وجل بعباده أرحم، وهو خير، يعنى أفضل رحمة من أولئك الذين لا يرحمون.