الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَجَاهِدُوا فِي ٱللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ ٱجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي ٱلدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ ٱلْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَـٰذَا لِيَكُونَ ٱلرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَـاةَ وَٱعْتَصِمُواْ بِٱللَّهِ هُوَ مَوْلاَكُمْ فَنِعْمَ ٱلْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ ٱلنَّصِيرُ }

{ وَجَاهِدُوا فِي ٱللَّهِ } يأمرهم بالعمل { حَقَّ جِهَادِهِ } يقول: اعملوا لله بالخير حق عمله نسختها الآية التي في التغابن، وهي:فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسْتَطَعْتُمْ... } [التغابن: 16]. ثم قال: { هُوَ ٱجْتَبَاكُمْ } يقول الله عز وجل: استخلصكم لدينه { وَمَا جَعَلَ عَلَيْكمْ فِي ٱلدِّينِ } يعني في الإسلام { مِنْ حَرَجٍ } يعني من ضيق، ولكن جعله واسعاً هو { مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ } يقول الله عز وجل: سماكم { ٱلْمُسْلِمِينَ } فيها تقديم { مِن قَبْلُ } قرآن محمد صلى الله عليه وسلم في الكتب الأولى { وَفِي هَـٰذَا } القرآن أيضاً سماكم المسلمين { لِيَكُونَ ٱلرَّسُولُ } يعني النبي صلى الله عليه وسلم { شَهِيداً عَلَيْكُمْ } أنه بلغ الرسالة { وَتَكُونُواْ } أنتم يا معشر أمة محمد صلى الله عليه وسلم، يعني مؤمنيهم { شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ } يعني شهداء للرسل أنهم بلغوا قومهم الرسالة { فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ } يقول: أتموها { وَآتُواْ ٱلزَّكَـاةَ } يقول: أعطوا الزكاة من أموالكم { وَٱعْتَصِمُواْ بِٱللَّهِ } يقول: وثقوا بالله، فإذا فعلتم ذلك { هُوَ مَوْلاَكُمْ فَنِعْمَ ٱلْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ ٱلنَّصِيرُ } [آية: 78] يقول: نعم المولى هو لكم، ونعم النصير هو لكم.