الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَآؤُهَا وَلَـٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ كَذٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ ٱلْمُحْسِنِينَ }

{ لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَآؤُهَا } وذلك أن كفار العرب كانوا فى الجاهلية إذا نحروا البدن عند زمزم أخذوا دماءها فنضحوها قبل الكعبة، وقالوا: اللهم تقبل منا، فأراد المسلمون أن يفعلوا ذلك، فأنزل الله، عز وجل: { لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَآؤُهَا } { وَلَـٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ } يقول: النحر هو تقوى منكم، فالتقوى هو الذى ينال الله ويرفعه إليه، فأما اللحوم والدماء فلا يرفعه إليه، { كَذٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ } يعنى البدن { لِتُكَبِّرُواْ } لتعظموا { ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ } لدينه { وَبَشِّرِ ٱلْمُحْسِنِينَ } [آية: 37] بالجنة فمن فعل ما ذكر الله فى هذه الآيات فقد أحسن.