الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَهُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ } * { يُسَبِّحُونَ ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُونَ } * { أَمِ ٱتَّخَذُوۤاْ آلِهَةً مِّنَ ٱلأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ } * { لَوْ كَانَ فِيهِمَآ آلِهَةٌ إِلاَّ ٱللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ } * { لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ } * { أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ هَـٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ٱلْحَقَّ فَهُمْ مُّعْرِضُونَ }

قال سبحانه: { وَلَهُ مَن فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } عبيده وفى ملكه، وعيسى بن مريم، وعزير، والملائكة وغيرهم، ثم قال سبحانه: { وَمَنْ عِنْدَهُ } من الملائكة { لاَ يَسْتَكْبِرُونَ } يعنى لا يتكبرون { عَنْ عِبَادَتِهِ وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ } [آية: 19] يعنى ولا يعيون، كقوله عز وجل:... وَهُوَ حَسِيرٌ } [الملك: 4] وهو معى، ثم قال تعالى ذكره: { يُسَبِّحُونَ } يعنى يذكرون الله عز وجل.

{ ٱلْلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُونَ } [آية: 20] يقول: لا يستريحون من ذكر الله عز وجل ليست لهم فترة ولا سآمة.

{ أَمِ ٱتَّخَذُوۤاْ آلِهَةً مِّنَ ٱلأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ } [آية: 21].

{ لَوْ كَانَ فِيهِمَآ آلِهَةٌ } يعنى آلهة كثيرة { إِلاَّ ٱللَّهُ } يعنى غير الله عز وجل { لَفَسَدَتَا } يعنى لهلكتا يعنى السموات والأرض وما يبنهما { فَسُبْحَانَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ } [آية: 22] نزه الرب نفسه، تبارك وتعالى، عن قولهم بأن مع الله، عز وجل إلهاً، ثم قال سبحانه: { لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ } يقول: لا يسأل الله تعالى عما يفعله فى خلقه { وَهُمْ يُسْأَلُونَ } [آية: 23] يقول سبحانه، يسأل الله الملائكة فى الآخرة:أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلاَءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا ٱلسَّبِيلَ } [الفرقان: 17]؟ ويسألهم، ويقول للملائكة،أَهَـٰؤُلاَءِ إِيَّاكُمْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ } [سبأ: 40].

{ أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ آلِهَةً قُلْ } لكفار مكة: { هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ } يعنى حجتكم، أن مع الله، عز وجل، إلهاً كما زعمتم { هَـٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي } يقول: هذا القرآن فيه خبر من معى، وخبر من قبلى من الكتب، ليس فيه أن مع الله، عز وجل، إلهاً كما زعمتم { بَلْ أَكْثَرُهُمْ } يعنى كفار مكة { لاَ يَعْلَمُونَ ٱلْحَقَّ } يعنى التوحيد { فَهُمْ مُّعْرِضُونَ } [آية: 24] عنه عن التوحيد، كقوله عز وجل:بَلْ جَآءَ بِٱلْحَقِّ... } [آية: الصافات: 37] يعنى بالتوحيد.