الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ مِنَ ٱلْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ } * { وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ } * { قَالَ رَبِّ ٱحْكُم بِٱلْحَقِّ وَرَبُّنَا ٱلرَّحْمَـٰنُ ٱلْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ }

قل لهم: { إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ } يعنى العلانية { مِنَ ٱلْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ } [آية: 110] يعنى ما تسرون من تكذيبهم بالعذاب، فأما الجهر، فإن كفار مكة حين أخبرهم النبى صلى الله عليه وسلم بالعذاب كانوا يقولون:مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [سبأ: 29، يس: 48] والكتمان أنهم، قالوا: إن العذاب ليس بكائن { وَ } قل لهم: يا محمد، { وَإِنْ أَدْرِي } يقول: ما أدرى { لَعَلَّهُ } يعنى فلعل تأخير العذاب عنكم فى الدنيا، يعنى القتل ببدر { فِتْنَةٌ لَّكُمْ } نظيرها فى سورة الجن، فيقولون: لو كان حقاً لنزل بنا العذاب { وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ } [آية: 111] يعنى وبلاغاً إلى آجالكم، ثم ينزل بكم العذاب ببدر { قَالَ رَبِّ ٱحْكُم بِٱلْحَقِّ } يعنى اقض بالعدل بيننا، وبين كفار مكة، فقضى الله لهم القتل ببدر { وَرَبُّنَا ٱلرَّحْمَـٰنُ ٱلْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ } [آية: 112] فامر الله، عز وجل، النبى صلى الله عليه وسلم أن يستعين به، عز وجل، على ما يقولون من تكذيبهم بالبعث والعذاب.

قال الهذيل: قال الشماخ فى الجاهلية:

النبع منبته بالصخر ضاحية   والنخل ينبت بين الماء والعجل
يعنى الطين.

قال: وحدثنا عبيد الله، قال: حدثنا أبى، قال: حدثنا أبو رزق فى قوله، عز وجل: { وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِمْ فِعْلَ ٱلْخَيْرَاتِ } قال: التطوع، ولم أسمع الهذيل.