الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُواْ لَوْلاَ يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي ٱلصُّحُفِ ٱلأُولَىٰ } * { وَلَوْ أَنَّآ أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُواْ رَبَّنَا لَوْلاۤ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَىٰ } * { قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُواْ فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ ٱلصِّرَاطِ ٱلسَّوِيِّ وَمَنِ ٱهْتَدَىٰ }

{ وَقَالُواْ } أى كفار مكة: { لَوْلاَ } يعنى هلا { يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ } فتعلم أنه نبى رسول كما كانت الأنبياء تجىء بها إلى قومهم، يقول الله عز وجل: { أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي ٱلصُّحُفِ ٱلأُولَىٰ } [آية: 133] يعنى بيان كتب إبراهيم وموسى الذى كان قبل كتاب محمد، صلى الله عليهم أجمعين.

{ وَلَوْ أَنَّآ أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ } فى الدنيا { مِّن قَبْلِهِ } يعنى من قبل هذا القرآن فى الآخرة { لَقَالُواْ رَبَّنَا لَوْلاۤ } يعنى هلا { أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً } معه كتاب { فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ } يعنى آيات القرآن { مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ } يعنى نستذل { وَنَخْزَىٰ } [آية: 134] يعنى ونعذب فى الدنيا، نظيرها فى القصص.

{ قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ } وذلك أن كفار مكة، قالوا: نتربص بمحمد صلى الله عليه وسلم، الموت لأن النبى صلى الله عليه وسلم، أوعدهم العذاب فى الدنيا، فأنزل الله عز وجل: { قُلْ } لكفار مكة { كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ } أنتم بمحمد الموت، ومحمد يتربص بكم العذاب فى الدنيا { فَتَرَبَّصُواْ فَسَتَعْلَمُونَ } إذا نزل بكم العذاب فى الدنيا { مَنْ أَصْحَابُ ٱلصِّرَاطِ ٱلسَّوِيِّ } يعني العدل أنحن أم أنتم { وَمَنِ ٱهْتَدَىٰ } [آية: 135] منا ومنكم.

حدثناعبيد الله، قال: حدثنى أبى، عن الهذيل، قال: سمعت الواقدى، ولم أسمع مقاتلا يحدث عن أبى إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أُبى بن كعب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فى قوله عز وجل:... خَيْراً مِّنْهُ زَكَـاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً } [الكهف: 81] قال: أعقبت بعد ذلك غلاماً.

حدثنا عبيد الله، قال: حدثنى أبى الهذيل، عن المسيب، عن السدى، ومقاتل، عن حذيفة، أنه لما حان للخضر وموسى، عليهما السلام، أن يفترقا، قال له الخضر: يا موسى، لو صبرت لأتيت على ألف عجيبة أعجب مما رأيت، قال: فبكى موسى على فراقه.

فقال موسى للخضر: أوصنى يا نبى الله، قال له الخضر: يا موسى، اجعل همك فى معادك، ولا تخض فيما لا يعينك، ولا تأمن الخوف فى أمنك، ولا تيأس من الأمن فى خوفك، ولا تذر الإحسان فى قدرتك، وتدبر الأمور فى عاقبتك. قال له موسى عليه السلام: زدنى رحمك الله، قال له الخضر: إياك والإعجاب بنفسك، والتفريط فيما بقى من عمرك، واحذر من لا يغفل عنك، قال له موسى، صلى الله عليهما: زدنى رحمك الله، قال له الخضر: إياك واللجاجة، ولا تمش فى غير حاجة، ولا تضحك من غير عجب، ولا تعيرن أحداً من الخاطئين بخطاياهم بعد الندم، وأبك على خطيئتك يابن عمران.

قال له موسى صلى الله عليه وسلم: قد أبلغت فى الوصية، فأتم الله عليك نعمته، وغمرك فى رحمته، وكلأك من عدوه، قال له الخضر: آمين، فأوصنى يا موسى.

السابقالتالي
2 3 4