الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ ٱلشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَآءِ ٱلْلَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ ٱلنَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ } * { وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ } * { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِٱلصَّلاَةِ وَٱصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَٱلْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ }

{ فَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ } من تكذيبهم إياك بالعذاب { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ } يعنى صل بأمر ربك { قَبْلَ طُلُوعِ ٱلشَّمْسِ } يعنى الفجر { وَقَبْلَ غُرُوبِهَا } يعنى الظهر والعصر { وَمِنْ آنَآءِ ٱلْلَّيْلِ } يعنى المغرب والعشاء { فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ ٱلنَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ } [آية: 130] يا محمد فى الآخرة بثواب الله عز وجل.

قال مقاتل: كانت الصلاة ركعتين بالغداة وركعتين بالعشى، فلما عرج بالنبى صلى الله عليه وسلم فرضت عليه خمس صلوات ركعتين ركعتين غير المغرب، فلما هاجر إلى المدينة أمر بتمام الصلوات ولها ثلاثة أحوال.

{ وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ } يعنى كفار مكة من الرزق أصنافاً منهم من الأموال، فإنها { زَهْرَةَ } يعنى زينة { ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } يقول: أعطيناهم ذلك لكى نبتليهم { وَرِزْقُ رَبِّكَ } فى الآخرة يعنى الجنة { خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ } [آية: 131] يعنى أفضل وأدوم وأبقى مما أعطى كفار مكة.

{ وَأْمُرْ أَهْلَكَ } يعنى قومك { بِٱلصَّلاَةِ } كقوله سبحانه:وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِٱلصَّـلاَةِ وَٱلزَّكَـاةِ } [مريم: 55] يعنى قومه { وَٱصْطَبِرْ عَلَيْهَا } يعنى الصلاة، فإنا { لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقاً } إنما نسألك العبادة { نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَٱلْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ } [آية: 132] يعني عاقبة التقوى دار الجنة، لقوله عز وجل:وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ مَآ أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ } [الذاريات: 56، 57] إنما أريد منهم العبادة.