الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَآ أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَآءَهُ وَهُوَ ٱلْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَآءَ ٱللَّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ }

ثم قال: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ } ، يعنى اليهود منهم: أبو ياسر، والنعمان بن أوفى، { آمِنُواْ } ، يعنى صدقوا { بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ } من القرآن على محمد، { قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَآ أُنْزِلَ عَلَيْنَا } ، يعنى التوراة، { وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَآءَهُ } ، يعنى بما بعد التوراة الإنجيل والفرقان، { وَهُوَ ٱلْحَقُّ } ، يعنى قرآن محمد { مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ } ، يقول تصديقاً لمحمد بما أنزل الله عليه من القرآن مكتوباً عندهم فى التوراة، { قُلْ } لهم يا محمد: { فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَآءَ ٱللَّهِ } ، وذلك أن النبى صلى الله عليه وسلم دعا اليهود إلى الإيمان، فقالوا للنبى صلى الله عليه وسلم: آتنا بالآيات والقربان كما كانت الأنبياء تجئ بها إلى قومهم، يقول الله سبحانه: فقد كانت الأنبياء تجئ إلى آبائهم، فكانوا يقتلونهم، فقال الله عز وجل: قل يا محمد فلم تقتلون أنبياء الله من قبل، يقول: فلم قتلتم أنبياء الله { مِن قَبْلُ } ، يعنى آباءهم، وقد جاءوا بالآيات والقربان، { إِن كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ } [آية: 91]، يعنى إن كنتم صادقين بأن الله عهد إليكم فى التوراة ألا تؤمنوا بالرسول حتى يأتيكم بقربان تأكله النار، فقد جاءوا بالقربان، فلم قتلتموهم، يعنى أباءهم.