الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ قُلْنَا ٱدْخُلُواْ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَٱدْخُلُواْ ٱلْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَٰيَٰكُمْ وَسَنَزِيدُ ٱلْمُحْسِنِينَ } * { فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ }

{ وَإِذْ قُلْنَا ٱدْخُلُواْ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةَ } ، يعنى إيلياء وهم يومئذ من وراء البحر، { فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً } ، يعنى ما شئتم، وإذ شئتم، وحيث شئتم، { وَٱدْخُلُواْ ٱلْبَابَ سُجَّداً } ، يعنى باب إيلياء سجداً، فدخلوا متحرفين على شق وجوههم، { وَقُولُواْ حِطَّةٌ } ، وذلك أن بنى إسرائيل خرجوا مع يوشع بن نون بن اليشامع بن عميهوذ بن غيران بن شونالخ بن إفراييم بن يوسف، عليه السلام، من أرض التيه إلى العمران حيال أريحا، وكانوا أصابوا خطيئة، فأراد الله عز وجل أن يغفر لهم، وكانت الخطيئة أن موسى، عليه السلام، كان أمرهم أن يدخلوا أرض أريحا التى فيها الجبارون، فلهذا قال لهم: { وَقُولُواْ حِطَّةٌ } ، يعني بحطة حط عنا خطايانا.

ثم قال: { نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ ٱلْمُحْسِنِينَ } [آية: 58] الذين لم يصيبوا خطيئة، فزادهم الله إحساناً إلى إحسانهم، فلما دخلوا إلى الباب، فعل المحسنون ما أمروا به، وقال الآخرون: هطا سقماثا يعنون حنطة حمراء، قالوا: ذلك استهزاء وتبديلاً، لما أمروا به، فدخلوا مستقلين، فذلك قوله عز وجل: { فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً } ، يعنى عذاباً { مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } ، كقوله فى سورة الأعراف:قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ } [الأعراف: 71]، يعني عذاباً، ويقال: الطاعون، ويقال: الظلمة شبه النار، { بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ } [آية: 59]، وأهلك منهم سبعون ألفاً فى يوم واحد عقوبة لقولهم: هطا سقماثا، فهذا القول ظلمهم.