الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ أَتَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ ٱلْكِتَٰبَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } * { وَٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلَٰوةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى ٱلْخَٰشِعِينَ } * { ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَـٰقُواْ رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَٰجِعُونَ }

{ أَتَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبِرِّ } ، وذلك أن اليهود قالوا لبعض أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم: إن محمداً حق فاتبعوه ترشدوا، فقال الله عز وجل لليهود: { وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ } ، يعنى أصحاب محمد، { وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ } ، يقول وتتركون أنفسكم فلا تتبعوه، { وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ ٱلْكِتَابَ } ، يعنى التوراة فيها بيان أمر محمد ونعته، { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } [آية: 44] أنتم فتتبعونه.

ثم قال: { وَٱسْتَعِينُواْ } على طلب الآخرة { بِٱلصَّبْرِ } على الفرائض، { وَٱلصَّلوَٰةِ } الخمس حافظوا عليها فى مواقيتها، { وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ } ، يعنى حين صرفت القبلة عن بيت المقدس إلى الكعبة، فكبر ذلك على اليهود منهم: جدىّ بن أخطب، وسعيد بن عمرو الشاعر وغيرهم، ثم استثنى، فقال: { إِلاَّ عَلَى ٱلْخَاشِعِينَ } [آية: 45]، يعنى إلا على المتواضعين من المؤمنين، لم يكبر عليهم تحويل القبلة، ثم نعت الخاشعين، فقال: { ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ } ، يعنى يعلمون يقيناً { أَنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ } ، يعنى فى الآخرة، { وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } [آية: 46] فيجزيهم بأعمالهم.