الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِٱللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَٰتاً فَأَحْيَٰكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } * { هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَسَوَّٰهُنَّ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }

{ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِٱللَّهِ } بأنه واحد لا شريك له، { وَكُنْتُمْ أَمْوَاتاً } ، يعنى نطفاً، { فَأَحْيَاكُمْ } ، يعنى فخلقكم، وذلك قوله سبحانه:يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ ٱلْمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ } [الروم: 19]، { ثُمَّ يُمِيتُكُمْ } عند إحيائكم، { ثُمَّ يُحْيِيكُمْ } من بعد الموت يوم القيامة، { ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [آية: 28]، فيجزيكم بأعمالكم، فأما اليهود، فعرفوا وسكتوا، وأما المشركون، فقالوا: أئذا كنا تراباً، من يقدر أن يبعثنا من بعد الموت؟ فأنزل الله عز وجل: { هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً } من شئ { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ إِلَى ٱلسَّمَآءِ } فبدأ بخلقهن، وخلق الأرض { فَسَوَّاهُنَّ } ، يعنى فخلقهن { سَبْعَ سَمَاوَاتٍ } ، فهذا أعظم من خلق الإنسان، وذلك قوله سبحانه:لَخَلْقُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ أَكْـبَرُ مِنْ خَلْقِ ٱلنَّاسِ } [غافر: 57]، { وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ } من الخلق { عَلِيمٌ } [آية: 29] بالبعث وغيره.